تحت عنوان "قضاء فرنسا يقبل دعوى بتهمة التعذيب ضد مدير الديوان الخاص للملك محمد السادس"، نشر موقع رأي اليوم مقالا إخباريا عما اسماه الفتور في العلاقات بين باريسوالرباط، مستعرضا كرونولوجيا تعليق العمل باتفاقيات التعاون القضائي. وكي يعطي الموقع مصداقية لما ذهب إليه قال إن وزارة الخارجية الفرنسية رفضت التعليق على رفع الدعوى المذكورة، غير أن مصدرا رفيع المستوى في الوزارة قال إن القضية ستطبع علاقة البلدين بالبرود.
هذه طريقة أصبحت بالية في محاولة لتأكيد الأخبار بنسبتها إلى مصادر مجهولة، وهذا النوع من الكتابة كان في السابق حماية للمصادر في ظل ما كان يمارس من قمع وتعذيب، أما اليوم فإن الأمور أصبحت خاضعة للقوانين وحتى الحصول على المعلومة لا يخرج عن هذا السياق، والتستر على المصادر اليوم، في حالاته الجدية يكون من أجل عدم التأثير على القارئ وهذا نادر لكن في الغالب المصادر المجهولة تكون من صنع خيال الصحفي.
فالخبر برمته صناعة إعلامية يقف وراءها مواطن مغربي باع نفسه للشيطان. الخبر مكتوب في مدريد وليس باريس. وصاحبه هو حسين مجدوبي، وكي لا يظهر في الصورة مرره عن طريق صديقه عبد الباري عطوان، رئيس التحرير السابق لجريدة القدس العربي التي يعتبر مجدوبي مراسلها أو الشريك فيها عن طريق أموال مولاي هشام ورئيس التحرير الحالي لرأي اليوم.
فقد التقى الموقع ومسرب الخبر على قضية واحدة ألا وهي خدمة الربيع العربي في نسخته الثانية، فعطوان اختلف مع قطر في تدبير إعلام "الثورة العربية"، حيث نال حيزا وافرا في الجزيرة بتعويضات مجزية، لكن الفلسطيني عطوان، صديق قطر في حربها ضد البحرين، اختلف مع الفلسطيني، الذي يراد له مستقبل في إدارة العرب عزمي بشارة، ولم يختلف الطرفان على مبادئ ولكن على كيفية تقديم الخدمات وعائداتها المالية.
مجدوبي يستغل كل علاقاته القديمة والجديدة لخدمة أجندة مولاي هشام، الذي يركب موجة النسخة الثانية للربيع العربي، لأنه عول على الحراك الأول كي يعود إلى الرباط فاتحا مغوارا، لكن المغاربة لهم رأي مخالف هو أن يقودوا الثورة الشعبية الديمقراطية مع ملكهم مثلما قادوها مع جده محمد الخامس في ثورة الملك والشعب.
فهذه اللعبة أصبحت مفضوحة، لأن مجدوبي كشف كل أوراقه حتى تساقطت برمتها، وهو عراب مولاي هشام في كل شيء، وهو الذي يقف خلف الكثير من المغامرات الأميرية ضد المغرب، لكن مجدوبي سيبقى عاطلا إن تعطلت الآلة الأميرية في التآمر، فهو يستغلها فرصة للكتابة والترويج لمقالات وأخبار تافهة مثل هذا مقابل مبالغ مالية يقبضها من الأمير.