رئيس تحرير جريدة القدس العربي قال إن القدس غير فلسطينية قال عبد الباري عطوان، رئيس تحرير جريدة القدس العربي، أن علاقته بالمغرب غير جيدة وأنه أيد الربيع المغربي، خصوصا وأنه استطاع أن يفرض تنازلات على المخزن، مؤكدا على أنه بغض النظر عن الدستور الذي لم يحقق انتظارات المواطن المغربي فإنه يتأمل أن الشعب المغربي سيحصل على كل الإصلاحات المرجوة بطرق سلمية. وأكد عطوان، في محاضرة أكاديمية بقاعة ابن بطوطة بمدينة طنجة مساء أمس، أن القدس ليست فلسطينية بقدر ما هي عربية وكل العرب يتحملون مسؤولية وصول أحداثها إلى ما هو عليه. وخاطب عطوان الحضور قائلا إن الإعلام الموجه الحالي قد نجح في إبعاد أنظار العرب عن القضية الفلسطينية، وتوجيهها نحو سوريا وإيران. مضيفا أن الإعلام قد لعب دور المضلل وغيب الرأي الأخر في كل ثورات الربيع العربي في إشارة منه لقناتي الجزيرة والعربية. وأكد عطوان، الذي كان يتحدث مساء أمس في محاضرة هي الثانية من نوعها بمدينة طنجة عن الربيع العربي وتداعياته، قائلا إن السبب الحقيقي في اتساع رقعته بين الدولة العربية، كان نتيجة لاتساع الهوة بين الحاكم والمحكوم. مستشهدا على ذلك بأول تجربة له في مجال الكتابة في زمان كان لا يعترف فيه بالهوة، بعد أن قرر إرسال برقية لجمال عبد الناصر من مخيم اللاجئين وهو طفل في الثاني ابتدائي، ليفاجأ برد عبد الناصر على برقيته وهو الأمر الذي يستدعي التساؤل في وقتنا الراهن. وبالحديث عن نظرية المؤامرة التي أصبحت حسب تعبيره قاعدة ديمقراطية تنهجها الدول الأوروبية لإشعال فتيل الثورات، قال عطوان انه مع الثورات في كل الدول العربية لكنه ضد التدخل الأجنبي لإنهائها. وهو الأمر الذي انعكس عليه، على حد قوله، في كثير من المناسبات، وكان سببا في مهاجمته من قبل الشعب الليبي ابان الثورة الليبية ضنا منهم أنه مع النظام الديكتاتوري لمعمر القذافي. وأضاف رئيس تحرير جريدة القدس العربي مسترسلا، إن نظرية المؤامرة كانت حاضرة في كل الدول التي شهدت الثورات، خصوصا في ليبيا فتدخل النيتو لإيقاف الثورة الليبية لم يكن بريئا بالمرة، بل كانت وراءه أهداف مطمعيه هدفها الاستيلاء على غاز ليبيا ونفطها. وقد تحدث عطوان في لقائه الأكاديمي الذي خص به طلبة الماستر المتخصص في التواصل والإعلام بمدرسة الملك فهد العليا للترجمة، عن الأزمة "الخانقة" التي تتخبط بها الدول الأوروبية، و ذكر من خلالها مجموعة من الدول التي تدنو من الإفلاس كاليونان التي ستخرج، حسب عطوان، قريبا من الاتحاد الأوروبي، ودول أخرى أمثال اسبانيا والبرتغال وبريطاني وفرنسا... وفي نفس السياق دعا عطوان الدول العربية إلى أخذ حرسها، خاصة وأنها تشكل "الفريسة التي يتنافس عليها الأوروبيون"، فالغاز والنفط حسب تعبيره "هما محور الطمع"، فضلا عن أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تستهلك 25 مليون برميل نفط يوميا، ما يجعلها تتنافس من أجل أن تضع يدها على النفط لتسيطر على العالم، من خلال" تفتيتها" للدول العربية، وتركيزها على تكريس الهوية الطائفية بدل الهوية الوطنية، التي باتت تهدد بخلق حروب أهلية.