لقد تعفنت هذه المنظمات تماما كقيادييها، ولابد من تنظيف الساحة العربية منها، وإن شئتم أن تتبعوا قراراتها، ستجدون أنها ترجمة للإرادة الأمريكية. الثوار والمسلحون في ليبيا سيتم تفتيشهم كما كان يفتش العراقيون، هذه هي الفوضى البناءة كما عبر كاتب إسرائيلي من قبل، وعليه على كل قلم أن يتحمل مسؤوليته أمام الله وأمام التاريخ وأمام نفسه وشلالات الدماء التي لم يشبع منها البعض. يقول عمرو موسى أنه ضد استخدام القوة في حق الشعب الليبي، وفي نفس الوقت يصدر قرارا بحضر الطيران على الأجواء الليبية، وهذا يعني استقدام القوة بكل المعاني، بعدها طار عمرو موسى رفقة أربع مسئولين لأربع دول عربية لمباركة الاستعمار الجديد لليبيا تحث مظلة حماية الشعب الليبي. يا عمرو موسى وأنت من يعرف أن أمريكا وإسرائيل لا يهرب منها العملاء بل تجندهم لخدمة أجندتها في كل مكان، وأنت لو كنت مطلوبا لكنت الآن مذبوحا. من يتابع اليوم وابل الصواريخ التي تمطر سماء ليبيا وما يصاحبها من حملة دعائية غربية وعربية هوجاء، إلا ويتذكر استهداف العراق في مناسبتين، الأولى في 1991 تحث ذريعة تحرير الكويت، والثانية سنة 2003 بحجة تدمير أسلحة الدمار الشامل وما صاحبه من تدمير للعراق وأطيافه وبنياته التحتية. يا عمرو موسى، صحيح أنك لا يجب أن تبقى موقف المتفرج بينما يذبح الزعيم الليبي معمر القدافي وكتائب أبنائه الدموية مواطنيه دون رحمة. لكنك يا عمرو فقد أخطأت حينما تحالفت مع الشيطان لحماية ثورات عربية بعينها وتجاهلت أخرى بالكامل.
بالله عليك يا عمرو وأنت من أعطيت مشروعية للولايات المتحدةالأمريكية وبريطانيا وفرنسا وبمشاركة دول عربية أخرى لتمطر سماء ليبيا انطلاقا من حاملات طائراتها في المتوسط تحث ذريعة حماية المدنيين الذين قتلتهم هذه الصواريخ، أليسوا ليبيين أيضا؟ أم أن القتل على أيدي عصابات القدافي حرام ، بينما هو حلال بالصواريخ الأمريكية. هنا يا عمرو لا أريد أن أعطيك دروسا في الوطنية لأنني أعرف أنك في غنى عنها. أجزم أن قلبك اشمأز لاحتلال العراق وهذا إن كان لك قلب ، ومازالت مخيلتك تتذكر مجازر جورج بوش في بلاد دجلة والفرات وما صاحبها من تقتيل للعراقيين ونهب لثرواته الطبيعية وتدمير لبنياته التحتية. هل تريد أن يتكرر نفس السيناريو في ليبيا. أم أنك مستفيد من اللعبة وتحالفت مع أمريكا لترد لك الجميل وتنصبك فيما بعد رئيسا للمصريين الجدد. يا عمرو، ألا تملك جهاز التلفزيون حتى يتسنى لك مشاهدة ما يجري في اليمن، فالوضع لا يقل سوءا عن ليبيا وربما أسوأ. رغم ذلك لم تحرك ساكنا ولم تطلب لا من أمريكا ولا من الناتو التدخل لحماية الشعب اليمني. أم أن اليمن لا وجود لها في خارطة المصالح الأمريكية لأنها بكل بساطة لا تنتج براميل البترول، وبالتالي لا تسيل لعاب الغرب عكس ليبيا. السؤال المركزي هنا والمثير للاهتمام في نفس الوقت، والذي نتمنى أن تجيب عنه الجامعة العربية هو هدف فرنسا وأمريكا وجدوى التدخل في ليبيا. هل هدفهم إسقاط نظام القدافي وإراحة أعصابنا جميعا من بطش ذاك المجنون، وهنا يطرح سؤال آخر حول عدم التدخل في تونس ومصر واليمن وسوريا. أم أن هدف أمريكا وفرنسا هو 1,6 مليون برميل من النفط تنتجه ليبيا كل يوم. اتقوا الله فيمن تزعمون أنكم تحبون. [email protected]