لم يمض على تأسيس حزب "الديمقراطيون الجدد"، شهر واحد حتى بدأت الأخبار تتحدث عن خلافات داخلية تنذر بانشقاق في القريب العاجل.. وفي هذا الإطار، اصدر مجموعة من الأعضاء المؤسسين للحزب، البلاغ رقم واحد لما يسمى ب "الحركة التصحيحية لحزب الديمقراطيين الجدد"، نددوا فيه بما أسموه ب"التجاوزات الخطيرة التي عرفها المؤتمر التأسيسي للحزب ببوزنيقة وآلية اختيار واجتماع المجلس الوطني الذي يعتبر برلمانا للحزب.."
واعتبر أعضاء الحركة، في بلاغهم الذي توصلنا بنسخة منه اليوم، أن "تعيين أحد المؤسسين يدعى محمد ضريف لمجلس وطني ومكتب سياسي يوافق طرحه فقط" يعد من "المجازر في حق الديمقراطية" التي شابت أشغال المؤتمر التأسيسي..
الغاضبون من الرئيس محمد ضريف، قالوا في بلاغهم بان هذا الأخير وضع "مشروعا سياسيا كقانون للحزب وصادق عليه بدون انتخابات وخول لنفسه تعيين 7 أعضاء بالمكتب السياسي وهو ضرب خطير للديمقراطية "، بل ذهب أبعد من ذلك، يضيف بلاغ الحركة، وذلك "من خلال تعيين إبنه بالمكتب السياسي من خارج السبعة السابقين الذكر وكذلك بعض تلامذته ممن يحضرون للدكتوراه مما يجعلنا نتساءل هل سيقدر طالب على مواجهة الأستاذ المشرف على دكتوراه العلمية ؟ "
واعتبر الغاضبون ان "مبدأ التشطيب على الأعضاء المؤسسين من لوائح الحزب حتى آخر لحظة في أقبح عملية إقصاء عرفها العمل الحزبي الوطني نظرا لمطالبتهم بتخليق الجبهة الداخلية من الممارسات الغبية ونهج " الشيخ والمريد " وشخصنة الحزب في شخص واحد، شيء لا يمكن قبوله لأن الديمقراطيين الجدد عندما أسسوا هذا الحزب الفتي لم يتفقوا على تسمية " الضريفيين الجدد " وإنما أرادوا خلق حزب قادر على صنع الفارق وليس حزب يسير بمنطق الشركة أو الضيعة"..
وأضاف بلاغ الغاضبين ان "على ضريف ومن معه أن يعلموا جيدا أننا كمؤسسين وحاملين مشاريع سياسية لنجدة هذا الوطن لن نقبل أن نسير بمنطق الرعي الذي يحلم البعض بفرضه علينا من خلال التحكم في كل أجهزة الحزب والانفراد بالقرارات بدون أي مجال للتشارك والتشاور كما لو أننا عبيدا صالحين للتصفيق فقط كما آلف بعض حواريي محمد ضريف ".
وبعد ان جدد الغاضبون تشبتتهم بحزبهم "وإصلاحه بما يتطابق مع طموحات شعبنا الحر"، اكدوا أنهم لا يسعون لأي منصب كما عبروا عن رفضهم "أي مساومة فمصالح الحزب أسمى من أي شيء ولن نسمح بتخريب كل الرؤى الإصلاحية والأحلام التغييرية لمجرد نرجسية البعض ودكتاتوريتهم " يقول بلاغ الحركة التصحيحية..
يشار ان الحركة اصدرت البلاغ المشار إليه ، امس الاربعاء فاتح اكتوبر، تحت عنوان " بلاغ رقم 1 لمن يهمه الأمر: ارجعوا لرشدكم فنحن "الديمقراطيون الجدد" ولسنا " الضريفيون الجدد".
وكان حزب "الديمقراطيون الجدد" قد عقد مؤتمره التأسيسي يوم 13 شتنبر الماضي ببوزنيقة تحت شعار "قليل من الإيديولوجيا وكثير من النجاعة والفعالية"، وهو المؤتمر الذي اسفر عن انتخاب استاذ العلوم السياسية محمد ضريف رئيسا للحزب..