تبدأ سيراليون اليوم الجمعة عملية حجر طبي، وذلك عبر حبس مواطنيها لثلاثة أيام على مستوى الدولة، في محاولة للسيطرة على تفشي فيروس إيبولا، الذي أودى بحياة أكثر من 2400 شخص في غرب أفريقيا. وطالبت الحكومة من جميع المواطنين بإلزام منازلهم وعدم مغادرتها بينما تطرق الفرق الطبية الأبواب واحدا تلو الآخر لتسجيل وتعقب حالات الإصابة بالإيبولا وتوعية الأشخاص بشأن المرض.
وقال عبد الله باراتاي المتحدث باسم الحكومة "نحتاج للحد من حركتنا جميعا لتفادي الاتصال الجسدي".
وقال إبراهيم كارجبو -وهو مستشار في مكتب الرئيس- إن "هذا المنهج الجريء ضروري لمعالجة انتشار إيبولا بشكل نهائي".
وأضاف كارجبو إن 12 ألف شخص سيجندون لفرض تطبيق هذه الإجراءات، وقد نشر بالفعل آلاف من جنود الشرطة والجيش لهذا الغرض في بلدات المناطق الأكثر تضررا من الفيروس في سيراليون قرب الحدود مع غينيا.
وانتقدت منظمة "أطباء بلا حدود" القرار، قائلة إن الحجر الطبي ربما يدفع السكان لإخفاء حالات إصابة محتملة ومن ثم يزيد تفشي المرض. وقالت المنظمة إنه "من واقع خبرتنا فإن عمليات الاحتباس والحجر الصحي لا تفيد في السيطرة على الإيبولا، حيث تدفع الأشخاص إلى الاختباء وتهدد الثقة بين الأشخاص العاديين وبين مقدمي الخدمات الصحية".
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إنه عوضا عن الاحتباس، تحتاج الدول المتضررة بشكل ملح لمزيد من الفرق والمعدات الصحية لمواجهة الوباء".
ويسبب فيروس الإيبولا نزيفا حادا، وينتقل المرض عبر لمس دم المريض أو سوائل الجسم الأخرى، وفي حالة عدم معالجة المرض، تصل نسبة الوفيات إلى 90% .
وتدفع منظمات من شتى أنحاء العالم بأموال ومعدات لغرب أفريقيا، ولكن الفيروس ينتشر بشكل أسرع من ذي قبل. ويقول خبراء إن نقص الموظفين المدربين في أنظمة الصحة الضعيفة إحدى العقبات الرئيسية أمام مواجهة هذا الانتشار.
من جانبه، اعلن الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون امس الخميس في رسالة وجهها الى مجلس الامن الدولي عن تشكيل بعثة ميدانية في غرب افريقيا لتنسيق جهود مكافحة تفشي وباء ايبولا.