قالت منظمة أطباء بلا حدود الخيرية التي تعمل في مجال الإغاثة الطبية اليوم السبت إن "الإغلاق" الشامل المقترح فرضه على سيراليون لن يساعد على كبح تفشي فيروس إيبولا وقد يؤدي إلى انتشار أكبر للمرض مع إخفاء الحالات المصابة. وقالت وزارة الإعلام في سيراليون اليوم السبت إن الحكومة تعتزم مطالبة المواطنين بعدم مغادرة المناطق المحيطة بمنازلهم لمدة ثلاثة أيام من يوم 19 من سبتمبر (أيلول) وذلك في محاولة لمنع حدوث إصابات جديدة وتمكين موظفي الصحة من تتبع المصابين بالمرض. وقالت أطباء بلا حدود: "من واقع خبرتنا فإن مثل هذا الإغلاق والحجر الصحي لا يفيدان في السيطرة على إيبولا لأن الأمر ينتهي بدفع الناس إلى الاختباء ويضر بالثقة بين الناس ومقدمي الخدمات الصحية". وأضافت الجماعة التي تساعد في محاربة أكبر تفش للمرض في أنحاء غرب أفريقيا "هذا يؤدي إلى إخفاء الحالات المحتملة وفي نهاية المطاف إلى انتشار أكبر للمرض". واكتشف تفشي إيبولا أول مرة في غينيا في مارس آذار وانتشر فيما بعد إلى مناطق كثيرة من ليبيريا وسيراليون. وجرى تسجيل حالات في نيجيريا والسنغال وتقول منظمة الصحة العالمية إن أكثر من 2100 شخص توفوا نتيجة إصابتهم بالفيروس. وبعد مرور ستة أشهر على تفشي المرض لا تزال المنظومات الصحية الضعيفة للدول عاجزة عن هزيمة المرض الذي يعد الأشد فتكا في العالم. وتقول منظمة الصحة العالمية إن السيطرة على المرض ستستغرق ستة أشهر وتتوقع أن يصل عدد حالات الإصابة إلى 20 ألف حالة. وقال نائب وزير الإعلام في سيراليون ثيو نيكول اليوم السبت إن إغلاق البلاد لمدة ثلاثة أيام سيجعل من السهل على العاملين في مجال الصحة تتبع الحالات المشتبه بها. وقال نيكول إنه قد يتم تمديد الفترة إذا اقتضت الحاجة. وكان مسؤول في الرئاسة قال في وقت سابق إن الإغلاق سيستغرق أربعة أيام. لكن أطباء بلا حدود قالت إن البحث عن الحالات من بيت لبيت يتطلب مستوى كبيرا من الخبرة حتى عندما يعثر على حالات فإن هناك نقصا في مراكز العلاج والمنشآت الأخرى التي تستوعبهم. وأكدت منظمة أطباء بلا حدود من جديد دعواتها للدول التي تمتلك قدرات مدنية وعسكرية للاستجابة للكوارث البيولوجية إرسال المعدات والأطقم إلى غرب أفريقيا. وقالت "يظل أفضل أمل لدينا هو أن نسيطر على هذا التفشي المميت في أسرع وقت ممكن".