ما الذي يجري في الجزائر هذه الايام؟ وما هي مخططات الجيش والماسكين بزمام الامور في الجارة الشرقية في غفلة عن الشعب الذي ضاقت به سبل العيش وأصبح ينتظر من ينقذه من الوضع المتدهور الذي اوصلته إليه سياسات الطغمة العسكرية الحاكمة التي تجثم على نفوس المواطنين منذ اكثر من 50 سنة..؟ آخر الاخبار تشير إلى ان حكام الجزائر يعتزمون اغراق البلاد في مستنقع الارهاب والعودة بها إلى "كابوس" العشرية السوداء من القرن الماضي، حيث أكدت صحيفة "الشروق" التونسية بناء على مصادر لم تذكرها أن السلطات الجزائرية اشترطت لاستضافة قيادات الإخوان المسلمين ممن غادروا قطر الامتناع عن ممارسة أي نشاط سياسي على أراضيها أو الإدلاء بأي تصريحات إعلامية، وأشارت إلى أنها نفس شروط قبول الجزائر استقبال عائلة القذافي.
من جانبها نقلت وكالة "ارم" الإماراتية عن قيادي إسلامي في الجزائر قالت إنه رفض ذكر اسمه، أن اتصالات جارية بين شخصيات إخوانية في الجزائر ومصر وتركيا وقطروتونس، لاحتضان القيادات المعنية بطلب قطر مغادرتهم البلاد.
وجاء في موقعها الالكتروني "إخوان الجزائر تقربوا من سلطات بلادهم عبر عدة وسائط، للحصول على موافقة لإقامة الشخصيات الاخوانية المعنية للإقامة في الجزائر لفترة محددة، لكن لم يتم التوصل إلى تحقيق ذلك".
قرار الجزائر فتح ابوابها للقيادات الاخوانية المتواجدة في قطر، يثير الكثير من الاستغراب، خاصة في ظل رفض مجموعة من الدول الاقدام على خطوة مماثلة كما هو الشأن بالنسبة للسودان التي أعلنت عدم استعدادها استقبال قيادات اخوانية، وكذا تونس نفت وجود أي نية لاستضافة هذه القيادات الاخوانية ..
ومن بين القيادات الاخوانية المغادرة لقطر، والتي ستحل بالجزائر، هناك الداعية الاخواني الشيخ "وجدي غنيم"، الذي يدعم بصراحة الدولة الاسلامية في سوريا والعراق..
وأعلن الشيخ في فيديو أصدره، اول امس، عبر حسابه الرسمي، رفضه لتحالف الحرب التي تتزعمه الولاياتالمتحدةالأمريكية، ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، مؤكدًا أن الحرب لا تستهدف "داعش" فقط، بل تستهدف كل المسلمين، لافتًا إلى أنه مختلف معهم في عدد من المسائل الفقهية، ولكن لن يضع يده في يد الأمريكيين ضد المسلمين.
وأضاف أن الصليبيين حاقدون على الإسلام وعلى المسلمين، ويريدون السوء للإسلام ومعتنقيه، وأن الحروب الصليبية التي استمرت لأكثر من 200 سنة لهذا السبب.
واعتبر أن التحالف ضد "داعش"، حربًا صليبيةً جديدة، ضد ما وصفها ب"الدولة الإسلامية"، إلى أن أمريكا والغرب يجيشون الجيوش لمحاربة المسلمين؛ حقدًا على الإسلام وابتغاء السوء.
ولا يعرف لحد الساعة اسباب ودواعي الجيش الجزائري في قرار ضم الاخوان والترحيب بهم، رغم ان الجزائر معروفة بعلاقة اجهزتها العسكرية بخلايا ارهابية تنشط في ومنطقة الساحل والصحراء..
وهو ما كشفته الصحيفة الإيطالية (إل فوغليو)٬ العام الماضي٬ حيث ابرزت وجود علاقات بين زعماء كل من تنظيم القاعدة في الغرب الإسلامي والحركة من أجل الوحدة والجهاد في إفريقيا الغربية وأنصار الدين وجهاز المخابرات والأمن الجزائري.
وأكدت ذات الصحيفة أن " معظم قادة تنظيم القاعدة في الغرب الإسلامي والحركة من أجل الوحدة والجهاد في إفريقيا الغربية وجماعة السلفيين الطوارق "أنصار الدين" كانت لديهم علاقات مع موظفين في جهاز المخابرات والأمن الجزائري الذي يرأسه الجنرال رشيد لعلالي".