هناك أشخاص يختارون دخول التاريخ من أبوابه الخلفية، وآخرهم وليس أخيرهم الخليفة أبو بكر البغدادي، زعيم الدولة الإسلامية، الذي اختار أن يحذف العرق والشام حتى يحكم العالم الإسلامي من خلال عناصر موتورة أو "مرفوعة" باللغة المغربية اليومية. فهو يحكم العالم الإسلامي من خلال مرضى نفسانيين إذ تحول بائع السجائر بالتقسيط إلى أمير ناحية وقائد سلاح. ولم ينل أي قائد عديم الأخلاق إجماعا حوله بعد هتلر سوى أبو بكر البغدادي، لقد اختلف العالم والمنتظم الدولي حول كثير من الشخصيات، لكن اتفقت دول العالم على محاربة الدولة الإسلامية، بما فيها الدول الإسلامية، وحتى التي رفضت الانخراط في التحالف الدولي ضد البغدادي فقط لخلاف مع أمريكا وليس دفاعا عن البغدادي أو حتى انحيازا.
فقد أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أن الولاياتالمتحدة، باعتبارها راعية الحرب على الإرهاب منذ 2001، ستقود "ائتلافا واسعا" يهدف إلى محاربة التهديد الإرهابي الذي يشكله مسلحو تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام".
وقال أوباما، الذي كان يتحدث إلى الشعب الأمريكي من البيت الأبيض، إنه "بعد تشكيل حكومة جديدة في العراق، وبعد مشاورات مع الحلفاء في الخارج والكونغرس، يمكنني أن أعلن أن أمريكا سوف تقود تحالفا واسعا لاحتواء التهديد الإرهابي" الذي يشكله تنظيم "الدولة الإسلامية".
وفي هذا الصدد، أبرز الرئيس الأمريكي أن "هدفنا واضح: أن نضعف قوة الدولة الإسلامية قبل القضاء عليها"، معربا عن عزمه مطاردة الإرهابيين "أينما كانوا".
وحذر من أنه "لن يكون هناك ملاذ للإرهابيين في الوقت الذي يهددون فيه أمن" الولاياتالمتحدة والأمريكيين، موضحا أن المهمة العسكرية الرامية للقضاء على "سرطان" تنظيم "الدولة الإسلامية" قد تستغرق وقتا وتنطوي على مخاطر، خاصة بالنسبة للجنود والجيش.
وحصلت الولاياتالمتحدة على دعم العديد من البلدان، مثل فرنسا التي ستنظم الاثنين المقبل مؤتمرا في باريس حول العراق، يحضره وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قال إن فرنسا ستشارك "إذا لزم الأمر" في عمل عسكري جوي بالعراق.
فضلا عن ذلك، أكد رئيس الدبلوماسية الأمريكية، الذي بدأ جولة بعدد من البلدان من أجل تشكيل تحالف دولي ضد المتطرفين، أنه سيتم بدعم من الولاياتالمتحدة وعدة بلدان أخرى إعادة تشكيل وتدريب الجيش العراقي، الذي خسر عدة معارك في مواجهة "الدولة الإسلامية"