تفجر جدل جديد، منذ بداية فصل الصيف الجاري، حول الخطوط الجوية الجزائرية، في ضوء غلاء أسعار تذاكرها، والتأخيرات المتكررة في مواعيد الرحلات وإلغائها أحيانا، وكذا الوضعية الحالية للأسطول الجوي ومستوى الخدمات، بشكل دفع إلى احتجاج المواطنين الجزائريين المقيمين في بلاد المهجر.
وتصدرت الصعوبة التي تمر بها الشركة الوطنية عناوين عدد من الصحف المحلية، وكذا النقاشات على مواقع التواصل الاجتماعي، مما دفع الشركة إلى الخروج عن صمتها، مطلع الأسبوع الجاري، للدفاع عن نفسها أمام موجة الاحتجاجات التي تطالها.
وكتبت صحيفة (الوطن) واسعة الانتشار في الجزائر، اليوم الخميس، أن الشركة الوطنية "تطير فوق منطقة شديدة الاضطراب، قد يؤدي إلى تحطمها إذا لم تسارع إلى تقويم ووضع استراتيجية جديدة لتسييرها".
فبعد حادث تحطم الطائرة المستأجرة بمالي في 24 يوليوز الماضي، تعرضت طائرة أخرى تابعة للخطوط الجوية الجزائرية، أمس الأول، لحادث تمثل في خروجها عن المدرج بمطار ليل-ليسكان (فرنسا)، حيث سارت الطائرة على أرضية المطار لمدة خمس دقائق قبل أن تخرج إلى طرف الرواق، ليتم بعدها إخلاؤها من جميع ركابها، واستخدام طائرة بديلة.
وأصدرت نقابة ربابنة الخطوط الجوية الجزائرية، أمس الأربعاء، بيانا حذرت فيه من أن "تحطم الطائرة مؤخرا يحيلنا على توقع الأسوأ في ظل تصرفات بعض المسؤولين ومناخ العمل الذي أصبح سائدا داخل الشركة".
وجاء في البيان أن "سوء التسيير وعدم احترام نظام عمل الطيارين يجعلان أمن الركاب في خطر"، معتبرا أن "سوء التسيير هذا قادنا إلى وضعية حالية كارثية بشكل غير مسبوق".
وفي رسالة وجهت مؤخرا إلى الخطوط الجوية الجزائرية، طالبت المجموعة الفرنسية (أفيكو)، التي فوتت لها بعضا من خدماتها، بنحو5ر7 ملايين أورو كمستحقات عن استئجار طائرات لم يتم تسويتها بعد، مما ينذر ب"توقف وشيك للرحلات" من طرف الممونين (شركات الاستئجار) الذين لم يتلقوا بعد مستحقاتهم.