منذ أن صعد تنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق ''داعش''، وتلاحقه انتقادات ممن يهتمون بالشأن العربي، أو حتى من يسخرون من فكرة عودة الخلافة مرة أخرى، ليتحول الأمر لسخرية بدت من ارتداء ''أبو بكر البغدادي'' زعيم التنظيم لساعة سويسرية في أول ظهور له الجمعة الماضية مرورا باصدار التنظيم لجواز سفر خاص بدولة الخلافة وكذا خريطة لهذه الاخيرة تضم 13 ولاية.. لكن حالة السخرية تحولت للجد تجاه ''داعش''، بعد أن بدأت عملية ''الجرف الصاعد'' من الجيش الإسرائيلي تجاه قطاع غزة، لتواجه ''داعش'' وحركات المقاومة الإسلامية مطالبات بالتدخل لإنقاذ غزة، لتصبح ''داعش'' ''المنقذ'' بعد الانتقادات الموجهة لها ولتلك الحركات الاسلامية..
وفي هذا الاطار وجهت حركة ''تمرد'' الدعوة لداعش وأنصار بيت المقدس في بيان لها جاء فيه ''نناشد أنصار بيت المقدس وداعش وأبو بكر البغدادي ''زعيم التنظيم'' وأجناد الله بالذهاب إلى غزة وتحريرها من الإسرائيليين الكفرة''، قبل ان تضيف إنها ''جماعات باسم الدين فقط''. .
وردا على هذه الانتقادات ولماذا لا يقوم تنظيم داعش بمقاتلة إسرائيل ويقوم بقتال أبناء العراق وسوريا، قالت تنظيم دولة الخلافة الاسلامية في تغريدة له على التويتر، إن الله في القرآن الكريم لم يأمرنا بقتال إسرائيل أو اليهود حتى نقاتل المرتدين والمنافقين..
وقالت "داعش"، في تغريدة على صفحة تستخدمها لنشر بياناتها ومعلومات عملياتها "تويتر"، بحسب "سي إن إن"، ان "الجواب الأكبر في القرآن الكريم، حين يتكلم الله تعالى عن العدو القريب وهم المنافقون في أغلب آيات القران الكريم لأنهم أشد خطرا من الكافرين الأصليين.. والجواب عند أبي بكر الصديق حين قدم قتال المرتدين على فتح القدس التي فتحها بعده عمر بن الخطاب".
وأضاف التنظيم: "والجواب عند صلاح الدين الأيوبي ونورالدين زنكي حين قاتلا الشيعة في مصر والشام قبل القدس وقد خاضا أكثر من 50 معركة قبل أن يصل صلاح الدين إلى القدس، وقد قيل لصلاح الدين الأيوبي: تقاتل الشيعة الرافضة، الدولة العبيدية في مصر، وتترك الروم الصليبيين يحتلون القدس؟.. فأجاب: لا أقاتل الصليبيين وظهري مكشوف للشيعة"..
وقالت داعش "لن تتحرر القدس حتى نتخلص من هؤلاء الأصنام أمثال آل النفطوية وكل هذه العوائل والبيادق عينها الاستعمار والتي تتحكم في مصير العالم الإسلامي"
ويرى ''ماهر فرغلي''، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن دعوات داعش وغيرها من الحركات الجهادية امحاربة اسرائيل هي دعوات ''تعجيزية''، فأصحاب تلك الدعوات يعلمون جيدًا أن ''داعش'' لن تتحرك في مواجهة إسرائيل، ففي عز جبروت حركة تنظيم القاعدة في وقت ''بن لادن'' مثلًا، لم يوجه التنظيم ضربة واحدة للكيان الصهيوني.
ويفسر خبير الحركات الإسلامية موقف داعش من انتهاكات إسرائيل في قطاع غزة، لنظرية آمنت بها الحركات الجهادية وهى ''العدو القريب والعدو البعيد''؛ إذ يؤمن أصحاب تلك التيارات بأنه لا يجوز محاربة جبهة خارجية والجبهة الداخلية مفتوحة، ووجوب محاربة الشيعة والعراق والمنافقين قبل التوجه إلى محاربة إسرائيل، ليستطرد فرغلي قائلا إن تلك الحركات ''تكفيرية'' ضد جيوش بلادها، وتريد تقسيم العراق إلى دويلات.