المنتدى الجزائري لمكافحة الفساد بيان حول المشاركة في مسيرة 19 مارس2011 و حمل شعار: "محاكمة كبار المفسدين في الدولة، و على رأسهم وزير الشؤون الدينية الحالي " إن المنتدى الجزائري لمكافحة الفساد بصفته جزء من الشعب الجزائري الحر و عضو من أعضاء الحركة الجزائرية المطالبة بالتغيير، لا يسعه إلا أن يضم صوته إلى أصوات الوطنيين الأحرار المنضوين تحت لواء : صوت الشعب ، معلنا عن مشاركته المطلقة في مسيرة 19 مارس 2011 بمختلف أنحاء التراب الوطني و حتى في الخارج عبر الجالية الجزائرية و رافعا شعار : محاكمة كبار المفسدين في الدولة و على رأسهم وزير القطاع الديني المقدس بوعبدالله غلام الله. تعيش هذه الأيام مدن و قرى و مداشر الجمهورية الجزائرية غليان واحتجاجات مكثفة من المواطنين على ظلم السلطة وجَوْرها، فقد حاط الشعب الجزائري بالقهر والكبت، وكمَّمت الأفواه، وأدخلت الرعب في قلوب الأبرياء بالاعتقال و الترهيب و التعذيب المفضي للهلاكِ والموتِ داخل و خارج السجون الجزائرية. خانت هذه السلطة الظالمة قضايا الشعب، فرفعت راية حكومة الفساد و النهب و السلب في أرض الشهداء و المجاهدين، وباعت ضميرها و مصلحة الشعب على أرض مطهرة بدم شهداء ما قبل الاستقلال و ما بعده، وحاصرت الموطنين في عيشهم، وارتكبت الفساد دون أن تستحي من الشعب الذي تتحدث باسمه دون تفويض.
سلطة سياسية تعيش الفساد في الأرض، و ترهن للآخرين البلاد، فصارت مسرحاً للدخلاء، حيث نهبوا ثروة البلاد وتقاسموها مع رئيس النظام الجزائري و حاشيته وأتباعه، فكانت النسور و الحيتان و الجراد تقضي على كل ما فيه الاخضرار... وتركوا عامة الشعب في فقر مدقع، وجوع مهلك، وأسعار فاحشة. كل ذلك والسلطة مطمئنة بجبروتها، وبطش أزلامها، وتضليل تحالفها الرئاسي و الحزبي الحاكم المحكوم، مطمئنة بهذا البطش والظلم والتضليل بأن الناس لن يرتفع لهم صوت، ولن تتحرك لهم أيدٍ ولا أقدام، ونسيت السلطة أن الظلم والقهر سيولد الانفجار، وأن الباغي، عليه تدور الدوائر. انفجرت تونس و مصر بالتحركات الشعبية المتسارعة، ولحقتهما اليمن والأردن، وها هي اليوم الجزائر، ويبدو أن البقية آتية. وكل ذلك وأصحاب السلطة لا يرعون ولا يعتبرون بل لا يعقلون ! إنهم يبحثون عن حل، فيلتمسونه من هنا وهناك. يمدد بوتفليقة عهدته الرئاسية بتعديل الدستور و يبقى على حكومة مشكلة من وجوه ترمز للفساد في الجزائر و يضرب المعارضة بيد من حديد و يغلق المجال السياسي كليا و يشكل جدار أمني من ورائه، ويظن أنه بتنفيذ هذه الخطة يُؤمِّن عرشه بقوائمه المعوَّجة، ولا يدري أنّ هؤلاء سيبيعونه بثمن بخس إذا اشتد الأمر ليضعوا شخص غيره، وهكذا يفعلون.
إن هؤلاء المرتزقة لهم أعين لا يبصرون بها، وآذان لا يسمعون بها، وقلوب لا يعقلون بها، فكيف يدوسون الناس بأقدامهم ويريدونهم يصمتون؟ كيف يضعون القانون وراء ظهورهم ويريدون المواطنين لا يثورون؟ كيف يوالون المفسدين ويريدون أهل الحق لا يزمجرون؟ لقد فُتحت أرضُ الجزائر بدماء الشهداء، ولن تضيع تلك الدماء سُدى، بل ستعود أرض الشهداء عزيزةً بالعدل و القانون تدوس بأقدامها الظالمين، حتى وإن زهت الدنيا للظالم يوماً فإن ساعة الحساب واردة. إن رأس النظام يريد خداعكم، فيصور المشكلة في الإرهاب و الإسلام السياسي وهو يعلم، وأنتم تعلمون، أن ذلك من صنع النظام، ويصور المشكلة في حركة العروش التي لا تشاركه الرأي، وهو يعلم أن هذه الحركة لا تشاركه الرأي و يعلم كذلك أن التحالف الرئاسي و المجالس الشعبية المزورة و الصحافة المأجورة تجميعٌ لمرتزقة من الناس يرون في النظام الحاكم طريقةً لأكل أموال الناس بالباطل، ومرتعاً للفساد والرّشى، لا يجمعهم جامع إلا سهولة صيد المنافع المُحرّمة، فإذا رأوها أصبحت تحرقهم إن فعلوا تفرّقوا لا يلوون على شيء. إن رأس الأفعى هو النظام، فلا تنشغلوا بذيل الأفعى، وتنخدعوا بما أعلنه من خطاب تهدئة جديد ما دام النظام باقياً على حاله. إن الداء هو في هذا النظام الموالي للفساد، وهو حالياً يدرس أحداث تونس و مصر، ويمهل نفسه مهلة يتصرّف فيها، وهكذا يفعل في كل مرة، فقد جرّب النظام أساليبه، فأرسل أذنابه ليندسوا بين أهل المعارضة. كونوا على درجة من الوعي والإبصار واعلموا أن هذا النظام غير صالح، فشاركوا في كل الاحتجاجات السلمية من مسيرات و إضرابات و اعتصامات و لا توقفوا انتفاضتكم إلا بتغيير النظام. إن المنتدى الجزائري لمكافحة الفساد يُحذركم من خديعة النظام، فيشغلكم بصغائر الأمور، وينسيكم أن الداء هو النظام. قفوا في وجه المفسدين، ولا ترضوا باستبدال مفسد بمفسد... اقلعوا نفوذ السلطة من أرض الشهداء من جذوره. لا تنخدعوا بقطع ذيل الأفعى وبقاء رأسها حتى وإن زُخرف ذلك الرأس.