مباشرة بعد نشر قناة فرانس 24 لتسجيل بصوت أحمد الشعرة، الملقب بأبي حمزة المغربي، الذي تمكن من دخول سوريا رفقة أبنائه الخمسة وزوجته، تم القاء القبض عليه الاسبوع الماضي وذلك بعد جهود مشتركة مثمرة بين المغرب وفرنسا.. ومن المنتظر ان تسلم السلطات الفرنسية خلال الايام القادمة القيادي في تنظيم داعش، او "الدولة الإسلامية بالعراق والشام" بسوريا، للامن المغربي..
وكانت العملية المشتركة بين الاستخبارات الفرنسية والمغربية، بمساعدة الاستخبارات التركية، قد ادت إلى استدراج القائد الجهادي المشهور إلى المنطقة الحدودية ليتم اعتقاله.
يشار ان أحمد الشعرة كان يبيع السجائر المهربة والمسروقات في طنجة، وكان لا يعرف القراءة والكتابة بعدما انتقل إلى بيع الحمام والدجاج بشكل عشوائي مباشرة بعد استقطابه من طرف الحركة السلفية الناشطة في حي بني مكادة وحي "أرض الدولة" في هوامش عاصمة البوغاز، ليسافر بعد ذلك إلى بلاد الشام في مطلع شهر ماي 2013 ، ولم تكد تمر على ذهابه إلى سوريا عبر هولندا ثم تركيا ثلاثة أشهر حتى صار "الأمير أحمد الشعرة". .
وكانت قناة فرانس 24 قد اجرت حوارا مع الشعرة، الذي انتقل رفقة جميع أفراد اسرته للقتال في سوريا، ضمن صفوف تنظيم دولة الإسلامية في العراق والشام، المعروف إعلاميا ب"داعش". حيث تمكنت القناة الناطقة باللغة العربية من تسجيل مقابلتين صوتيتين مع أحمد الشعرة، تحدث خلالهما عن دوافعه لمغادرة المغرب رفقة أسرته، وموقفه من العودة إلى المغرب، وأحوال المغاربة على الأراضي السورية، وأعدادهم الآخذة في التزايد..
وكانت وسائل إعلام وطنية وعربية قد تناقلت خبر انتقال أسرة كاملة من طنجة للقتال في سوريا، وبرز خلال تلك التغطية ظهور الإبن الأصغر في الأسرة، ويدعى أسامة، حاملا في يده سلاحا، وهو الذي انتشرت صوره قبل ذلك في الفعاليات الاحتجاجية لحركة 20 فبراير بطنجة...
وأثار انتشار صور الطفل أسامة، بعد انتقاله رفقة أسرته إلى سوريا، نقاشا واسعا على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث استنكر الكثيرون استغلال الاطفال وبراءتهم في معارك الكبار..
ومن بين ما جاء في حوار القناة مع أبو حمزة المغربي قوله "لقد أحببت أن أنتقل إلى سوريا مع عائلتي كي نعيش في ربوع الدولة الإسلامية وكي نساهم كلنا في بناء هذه الدولة المرجوة وكي نعيش الإسلام. فبالرغم من المشاكل والتقاتل والتناحر القائم اليوم ما زال المغربيون يفدون إلى سوريا وما زلت مؤمنا بمشروع الدولة الإسلامية.."
ويضيف ابو حمزة المغربي "والله يخلق ويؤهل الرجال للدفاع عن الدين والذود عن الإسلام. وبالرغم من التقاتل بين الفصائل وكل ما يجري اليوم على أرض الشام، ما زلت ثابتا في إيماني، فمن واجبنا تحرير الشام. لكن بسبب هذا التقاتل يعود العديد من الجهاديين المغربيين إلى المغرب. لكنني شخصيا لن أستهل طريق العودة لأنني أعي تماما ما يجري من ظلم وسجن في المغرب ولا أنوي العودة قط".