نشرت صحيفة "أيدنلك دايلى" التركية، تفاصيل مكالمات هاتفية بين رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان ونجله بلال، تثبت أنه جمع ثروته من خلال الفساد وإساءة استخدام منصبه. وأوضحت الصحيفة التركية على موقعها الإلكترونى، امس الثلاثاء، أن تسجيلات لخمس مكالمات هاتفية بين "أردوغان" ونجله "بلال"، قد توفر أوضح دليل حتى الآن على تورط رئيس الوزراء التركى بعمق فى الفساد.
المكالمات تم تسجيلها فى 17 دجنبر الماضى، خلال تفجر فضيحة الفساد المتورط فيها وزراء حكومة أردوغان ونجله، مما أسفر عن اعتقال عدد من كبار أعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم وأبناء ثلاثة وزراء، حيث تتضمن المكالمات تعليمات من رئيس الوزراء لنجله بالتخلص من مبالغ كبيرة من المال الذى تكتنزه العائلة فى منزلها.
كما تتضمن المكالمات تحذيرا من أردوغان لنجله بلال بأن يتخذ حذرة من المراقبة السمعية أو البصرية، وتقول الصحيفة، إن هذه المكالمات تسلط الضوء على محاولاتهم لإخفاء مبالغ كبيرة من الأموال النقدية، الذى يتم تخزينها فى الخزينة الخاصة برئيس الوزراء، وبعضها تم توزيعه بين مختلف أفراد الأسرة.
وتقول الصحيفة، إن الأب والابن بدا متحدثين بلهجة سريعة ومتكتمة، إذ يبدو أنهما حاولا التواصل بأقل قدر من الوضوح. لكن فى الوقت نفسه، غفل بلال بعض النقاط ليسأل أبيه لتكرارها وتوضيحها، وهو ما دفع الأب لتحذيره بألا يتحدث صراحة أو بوضوح.
ووفق تسريبات سابقة، فإن أردوغان تلقى مبالغ كبيرة جراء رشاوى من شركات بناء مختلفة مقابل دعمه لمشروعاتهم. وتشير الصحيفة أنه خلال المكالمة الرابعة، فإن بلال تحدث عن 30 مليون يورو، لم يستطع التخلص منهم، خاصة برجل أعمال تركى يدعى أحمد جاليك، حيث قال الابن، إن لجاليك 25 مليون يورو، مقترحا شراء شقة بباقى الأموال فى مساكن "شهريزار".
وتشير الصحيفة، أنه وفقًا لدوائر برلمانية، فإن أردوغان كان يعمل داخل مقر رئاسة الوزراء، عندما تم تسريب هذه المحادثات على شبكة الإنترنت، ونفى رئيس المركز الإعلامى لأردوغان صحة هذه التسريبات، لكن سياسيين وشخصيات إعلامية وخبراء أكدوا صحتها.
ومن جانبه، ذكر موقع "أودا تى فى"، الإخبارى التركى المعارض، أن هناك تسجيلات بالفيديو تدعم صحة ما جاء فى هذه المكالمات، وأوضحت أن هذه التسجيلات تتضمن صورًا لبلال، نجل أردوغان، خلال خروجة من المنزل حاملا الأموال. ويلفت أولئك الذين يدعمون هذه المزاعم، إلى أن ذكر بلال خلال إحدى المكالمات أنه تحت المراقبة البصرية.
ووفقا لتليفزيون "أودا" فإن هذا الفيديو سيتم الكشف عنه قريبا، وقال عبد اللطيف شنر، النائب السابق لرئيس الوزراء التركى، والذى استمع إلى التسجيلات: "إن الصوت الذى سمعته هو صوت أردوغان، فعائلة أردوغان غارقة فى الفساد حتى الرقاب، فلم يعد رئيس وزراء شرعى بعد الآن".
كما أكد العديد من مهندسى الصوت، ومن بينهم المهندس البارز "على بوك"، صحة التسجيلات، وكتب على صفحته بالفيسبوك أن أى شخص مبتدئ فى هندسة الصوت يمكنه التأكد من صحة التسجيلات، وهو ما أكده أيضا المغنى التركى الشهير " Hayko Cepkin ". (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
وأوردت الصحيفة نصا كاملا للمكالمات التى أعقبت الحملة الأمنية على فساد نظام أردوغان فى 17 ديسمبر الماضى:
أردوغان: أنت فى البيت، ابنى.
بلال: نعم بابا.
أردوغان: الآن! لقد بدأوا عملية هذا الصباح على: أوغلو ورضا زيراب وأردوغان، نجل وزير البيئة السابق، وظافر، نجل رئيس المالية السابق، ومعمر، نجل وزير الداخلية السابق، وهلم جرا.. يجرى الآن تفتيش منازلهم.
الابن: قول تانى بابا.
أردوغان: أقول إنهم يقومون الآن بتفتيش منازل ل18 شخصًا، ومنهم معمر وظافر وأردوغان وعلى أوغلو وهلم جراء فى عملية الفساد الكبيرة هذه.
الابن: آه
أردوغان: الآن اسمع، تخلص من كل ما لديك فى المنزل، أوك.
الابن: فلوسك فى أمان بابا.
أردوغان: هذا ما قلته.. عمومًا سأرسل أختك الآن. الابن: سوف ترسل من؟
أردوغان: أختك.
الابن: آه، أوك.
أردوغان: إنها تعلم بهذه الأموال.. أبلغ أخيك الأكبر أيضا.
الابن: بالطبع.
أردوغان: وأبلغ عمك أيضا، عليه أن يتخلص مما لديه، ولزوج أختك الكبرى وأبلغه بنفس الأمر.
الأبن: وماذا سنفعل بهم.. أين سنخبأهم؟
أردوغان: فى أماكن موثوقة، بعض الأماكن المحددة.
(فى الخلفية صوت زوجة أردوغان تقول و"بيرات") الابن: بيرات لديه البعض أيضًا.
أردوغان: هذا ما أقوله. الآن، تجمعوا معا واذهب واحضر عمك أيضًا. لا أعلم ما إذا كان عمك زيا لديه أيضا أم لا؟ لكن أبلغ أيضًا أخيك بوراك.
الابن: حسنا بابا، لكنك ستخبرنى أين أضعهم؟
أردوغان: فقط أفعل شيئا. فكر أنت وعمك ومن معكم.
الابن: بشأن ما سنفعله؟
أردوغان: نعم، نعم، دعونا نجمتع معًا سريعًا، الساعة 10: 00. لأن المسألة...