خرج الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة عن صمته الثلاثاء منددا ب"التكالب" و"محاولة المساس بوحدة" الجيش، وذلك بعد الاتهامات التي وجهها الأمين العام لجبهة التحرير الوطني (الحزب الحاكم) عمار سعداني الى مدير الاستخبارات. وقال بوتفليقة بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء الرسمية "لقد اعتدنا على الأجواء التي تخرقها بعض الأوساط قبيل كل استحقاقات، لكن هذه المرة وصل التكالب إلى حد لم يصله بلدنا منذ الاستقلال. فكانت محاولة المساس بوحدة الجيش الوطني الشعبي والتعرض لما من شأنه أن يهز الاستقرار في البلاد وعصمتها لدى الأمم".
واضاف "لا يحق لأحد مهما تعالت المسؤوليات أن يعرض الجيش الوطني الشعبي والمؤسسات الدستورية الأخرى إلى البلبلة".
واتى كلام الرئيس الجزائري في معرض برقية التعزية التي وجهها الى نائب وزير الدفاع رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح والى عائلات ضحايا تحطم طائرة عسكرية كان على متنها 78 شخصا بين عسكريين وعائلاتهم قضوا جميعا باستثناء ناج واحد اصيب بجروح خطرة في حادث وقع الثلاثاء في شرق البلاد.
وكان الامين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني طالب في مطلع فبراير الجاري مدير المخابرات والرجل القوي في السلطة الفريق محمد مدين، المكنى الجنرال توفيق، بالاستقالة، متهما اياه ب"التقصير" في مهام حماية البلد والتدخل في كل مفاصل الدولة.
ولم يصدر عن الجيش اي رد رسمي على تلك الاتهامات.
وكان بوتفليقة وصل الى السلطة في 1999 بفضل دعم العسكريين له وقد اعيد انتخابه في 2004 و2009 ايضا بفضل دعم هؤلاء وفي مقدمهم الجنرال توفيق، كما يؤكد خبراء.
وعاد الحديث بكثرة عن الجنرال توفيق (74 سنة) في سبتمبر 2013 بعد التغيير الذي قام به الرئيس بوتفليقة في الجهاز من خلال تجريده من ثلاث مصالح اساسية، هي امن الجيش والصحافة والشرطة القضائية العسكرية، والحاقها بقيادة الاركان تحت سلطة الفريق قايد صالح نائب وزير الدفاع.
واعتبر محللون ان ذلك يعتبر "اضعافا" للجنرال الذي يقال انه من يصنع اهم المسؤولين السياسيين والعسكريين في البلد منذ توليه ادارة المخابرات قبل 23 سنة.
ولم يعلن بوتفليقة المريض منذ اصابته بجلطة دماغية قبل عشرة اشهر والذي سيحتفل بعيد ميلاده ال 77 في مارس موقفه من الترشح رغم النداءات المتكررة من الاحزاب والنقابات والجمعيات له بالترشح لولاية رابعة.