اختار نجيب بوليف، الوزير المنتدب لدى وزير التجهيز والنقل واللوجستيك المكلف بالنقل، اسم "حديث الثلاثاء" لركن له على موقع التواصل الاجتماعي. وهو بذلك يعطي الانطباع حقا بأن إسلاميي الحكومة جزء من التنظيم العالمي للإخوان المسلمين. فالذي عرف ب"حديث الثلاثاء" هو مؤسس جماعة الإخوان في مصر حسن البنا، وهو الذي وضع أسس وقواعد ما يسمى بالحركة الإسلامية. وكان الإخوان حينذاك يشدون الرحال من كل فج عميق لحضور هذه الأحاديث ويحرصون على تدارس مضامينها. وكان أسلوب البنا فيها مركزا على استنهاض همم الشباب من أجل"النفير في سبيل الله" والمشاركة في كتائب الإخوان الجهادية.
وكان من ثمار ذلك تأسيس النظام الخاص وهو بمثابة الجناح العسكري للجماعة وأوكل تسييره لشاب طائش في مقتبل العمر، فورط الجماعة في اغتيالات واعتداءات، كاغتيال رئيس الوزراء فهمي النقراشي. وحاول البنا كبح جماح هذا التنظيم لكن أعضاءه لم يلتفتوا إليه ولم يعيروه أي اهتمام بل إن بعضهم أساء معه الأدب. وكان من نتائج ذلك أن اغتيل البنا نفسه من طرف الذين كانوا ضحية هذا التنظيم الإرهابي.
والسؤال المطروح هنا هو ماذا يريد بوليف من وراء هذه التسمية الملغومة؟ وهل جاءته "البينة" عقب انتكاسته الحكومية وفشل إخوانه في التدبير فبدأ الحنين إلى زمن العنف والسرية؟