قالت خديجة الرياضي، الرئيسة السابقة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، في تعليقها على نيلها جائزة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان لسنة 2013 "أرى أن هذه الجائزة بمثابة رسالة تدفعني لمواصلة النضال من أجل إرساء حقوق الإنسان في المغرب، امل من خلال هذه الجائزة أن تولي الأممالمتحدة الاهتمام بحقوق الإنسان في المغرب، لأن الصورة التي يتم تسويقها عن بلدي للخارج، لا تعكس حقيقة الأمور". هل تستطيع خديجة الرياضي أن تجيب عن سؤال حول منح جائزة نوبل للسلام ل"توكل كرمان" التي ليس لها أية مساهمة تذكر في مجال إرساء السلام العالمي، بل تحولت إلى موقدة لنار الفتنة وجلبت الدمار لبلدها، وأكدت وقائع ويكيليكس أنها كانت أداة في يد جهات بدأت في رسم الخارطة الجيوسياسية بمنطقة الشرق الأوسط، وبالتالي فإن منحها الجائزة المذكورة لا يعني أنها فعلا مناضلة من أجل السلام.
وقياسا على ذلك فإن منح جائزة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان لسنة 2013 لخديجة الرياضي لا يعني أنها مناضلة من أجل حقوق الإنسان ولكن لأن طريقتها في التعاطي مع القضايا الحقوقية تخدم أهداف خصوم المغرب.
وكررت الرياضي أسطوانتها المشروخة حول ترويج صورة غير حقيقية عن وضع حقوق الإنسان بالمغرب، فالصورة المرسومة عن حقوق الإنسان بالمغرب لم يروج لها المغرب، وإنما جاءت عن تقارير دولية لا يرقى إليها الشك معتمدة معايير كونية في مراقبة حقوق الإنسان، بالإضافة إلى الآليات التي وضعها المغرب في هذا المجال والتي توصلت إلى نتائج متطابقة مع ما وصلت إليه الهيئات الأممية.
وأشارت الرياضي إلى أنها لم تتلق "أي تهنئة من القصر الملكي، وأنا لا أتوقع ذلك، هذه التهنئة ستكون متناقضة لأن هذه المؤسسات هي المسؤولة عن انتهاك حقوق الإنسان". هذا موقف حزب النهج الديمقراطي وليس موقف جمعية حقوقية وبالتالي فإن الجائزة المذكورة محسوبة جدا وفي سياق دولي وإقليمي محسوب.
وتساءل موقع صدى نيوز، الذي خصص حيزا وافرا للحديث عن هذا الموضوع، لماذا أعرض المغرب الرسمي عن تتويج خديجة الرياضي؟ الجواب بسيط لأن المغرب دولة مؤسسات ولا يمكن أن تنتبه لجائزة ليست لها المصداقية بعدما ظهر أنها تمنح لأشخاص من أجل ابتزاز الدول، فجائزة نوبل للسلام تم منحها لتوكل كرمان مشعلة الحرائق وللسفاح إسحاق رابين، وجائزة نوبل للآداب نالها أدباء يكتبون الخربشات، وجائزة حرية الصحافة نالها صحافيون مبتزون.
وفي نفس السياق علق أحدهم قائلا: تكريم خديجة هو شهادة دولية على أن المغرب يعرف انتهاكات لحقوق الإنسان. أي عاقل يربط بين تقدم حقوق الإنسان وبين جوائز من هذا النوع. ومعروف في المغرب أن منظمات اشتغلت بشكل جدي وجدري على المسألة الحقوقية ولم يتم منحها هذا التكريم، وعلى رأسها المنظمة المغربية لحقوق الإنسان التي جاء منها الراحل إدريس بنزكري، الذي لا يمكن لأحد أن يشكك في ذمته الحقوقية والذي قاد حركة الإنصاف والمصالحة التاريخية التي أصبحت مدرسة في العدالة الانتقالية.
أما المهندس التائه أحمد بن الصديق فيقول إن خديجة الرياضي هي التي تستحق أن تمثل المغرب في مراسيم جنازة نيلسون مانديلا. هذا يعني أن الراحل نيلسون مانديلا الذي قضى في السجن 27 سنة وقاد بلاده نحو الاستقرار وآمن بالتعايش السلمي سيُقرن بواحدة لا تتقن سوى فن النضال المسرحي أمام البرلمان. دار الزمان بمانديلا حتى أصبح حضور الرياضي جنازته ضروريا. آه من غدر الزمن الذي يجعل القردة تلعب بذيل الأسد...