عبد السلام أحيزون الرئيس المدير العام ل"اتصالات المغرب" شخص مقدس. الكل يهابه ويخشى غضبه، بمن فيهم مدراء عدد من الصحف كان كل شيء في مقر "اتصالات المغرب" بساحة محمد الخامس وسط الدارالبيضاء، جاهزا لاستقبال "السيد الرئيس". الرئيس المدير العام ل"اتصالات المغرب" عبد السلام أحيزون، خصص صباح يوم الثلاثاء 22 فبراير 2011 موعدا لتقديم نتائج الشركة لسنة 2010. قبل انطلاق الندوة، كان أحيزون يستقبل مدراء الصحف والمجلات والمحطات الإذاعية بمكتبه، أما الصحافيون فقد كانوا ينتظرونه أمام بهو يربط المكتب بقاعة صغيرة ستحتضن الندوة. داخل القاعة قال أحد الحاضرين إن النقاش لم يكن حول موضوع معين، بل مواضيع كثيرة يرغب فيها الرئيس. دخل الرئيس محاطا بمعاونيه. بدأ المصورون يلتقطون صورا للرئيس، مع أصوات فلاش الكاميرات ازداد أحيزون ثقة في النفس. يتقدم مثل طاووس نحو القاعة. دخل في البداية إلى القاعة وقام بجولة فخرج غاضبا لأن الميكروفونات لم تكن جاهزة. تبعه أقرب مساعديه. مرت الدقائق وعاد الرئيس ليجلس في الصف الأول، ثم صعدت مقدمة برنامج اقتصادي في قناة "ميدي 1 تي في" لتقديم الندوة. خلط للأجناس. صحافية اقتصادية ومقدمة ندوة صحافية في شركة مساهمة في تلك القناة. ف"اتصالات المغرب" تملك أزيد من 50 في المائة من القناة. كانت طريقة إخراج المنصة التي سيقدم فيها أحيزون معطيات عن حصيلة سنة 2010، تزيد من "عظمة" السيد الرئيس المدير العام. لا أضواء إلا على المكان الذي يقف فيه الرئيس، بينما وظفت أضواء خافتة في باقي القاعة. الكل يركز على ما يقوله وما يقدمه من معطيات وأرقام وجداول. الصحافيون ومدراء المحطات ومدراء نشر المجلات واليوميات والأسبوعيات صفقوا لصعود السيد الرئيس المدير العام. الرئيس قال، باللغة الفرنسية، إن نتيجة السنة الماضية كانت مزيانة، مؤكدا أنها "فاتت التوقعات"، وأوضح أن عدد زبناء "اتصالات المغرب" يصل إلى 26 مليون زبون، بزيادة قدرها ب19 في المائة، بخصوص رقم المعاملات، قال أحيزون أنها حققت ارتفاعا ب4،3 في المائة مقارنة بالسنة التي قبلها. كما قال إن نمو الشركة بلغ 19 في المائة. وتحدث عن الانترنيت وقال إن مليون و867 ألف مغربي منخرط في الانترنيت، مشددا على أن الانترنيت الحقيقي هو (أ دي إس إل). وتوقع الرئيس المدير العام أن تسجل السنة الحالية "ارتفاعا طفيفا". وفي سؤال ل"كود" حول سياسة الشركة في توزيع الإعلانات على الصحف التي تدافع عن أحيزون وتتجنب المواضيع التي تغضبه، رد أحيزون "ما عندناش سياسة خاصة في الإعلانات، الشركة تدعم الصحافة". ثم أضاف "الإشهار ماشي ديما موجود". وتجنب الرد على السؤال. وفي سؤال آخر ل"كود" حول ما إذا كانت السلطات طلبت منه مراقبة المواقع الاجتماعية بعد أحداث مصر وتونس، رد بسؤال "واش كان الفايسبوك وكان تويتر"، في إشارة إلى أن كل شيء كان على ما يرام ولم تطلب منه أية سلطة مراقبة هذه المواقع. بدا أحيزون أشبه بشخص مقدس، لا أحد يريد أن يغضبه أويثيره، فإغضابه يساوي ملايين الدراهم التي تنفقها "اتصالات المغرب" لتسويق صورتها في الصحف، وعبر تسويق هذه الصورة تسوق صورة رجل فوق النقد. اليوم صحف كثيرة تستطيع أن تنتقد الملك لكنها لن تتجرأ على أحيزون. عبارة كان رددها صحافي في السابق قبل أن يتحول إلى صديق له يغدق على جريدته بالإعلانات ولا يسمح لأحد بانتقاده.