دعا الزعيم الكردي السجين عبد الله أوجلان، أمس الاثنين، الحكومة التركية الى بدء مفاوضات جدية ومعمقة لإنهاء الصراع المستمر في جنوب شرق البلاد منذ 29 عاما وإحقاق السلام. وبدأ أوجلان المسجون في جزيرة امرالي جنوبياسطنبول، محادثات مع مسؤولي الدولة قبل عام بهدف إنهاء التمرد الذي أودى بحياة ما يربو على 40 ألف شخص وتسبب في توقف عجلة التنمية في المنطقة ذات الأغلبية الكردية في جنوب شرق البلاد.
وقال أوجلان في بيان مكتوب، أصدره حزب السلام والديمقراطية المؤيد للأكراد، وأوردته وكالة (رويترز) "أنتظر من الدولة الاستجابة بإجراء مفاوضات جدية ومعمقة. . فمن الضروري اجراء مفاوضات معمقة دون تأخير نظرا لحساسية العملية".
وأضاف أوجلان، في أول تصريح منذ الاصلاحات التي قدمتها الحكومة في نهاية شتنبر لدفع عملية السلام الى الأمام، إن العملية خففت حدة التوتر الاجتماعي ولكن في غياب أي تقدم لا تزال هناك "مشاكل هائلة".
وأجرى نائبان كبيران من حزب السلام والديمقراطية محادثات مع أوجلان أمس الاثنين في جزيرة امرالي المسجون بها منذ القاء القبض عليه في عام 1999 وصدر البيان بعد عودتهما.
وقال الزعيم الكردي "لم يشهد العام الذي مر إرساء أي أساس قانوني وكذلك لم يشهد لا رفضا ولا تقدما".
وأضاف "ما زلت محتفظا بأملي في هذه العملية لكنني أجدد دعوتي التاريخية مرة أخرى حتى لا يتحول هذا الامل الى قنوط".
وكان متمردو حزب العمال الكردستاني المتمركزين في جبال شمال العراق، الذي يتزعمه أوجلان أعلنوا الاسبوع الماضي انهم ينظرون في موقفهم من الاستمرار في الالتزام بوقف اطلاق النار الذي مضى عليه ستة أشهر بعد ما وصفوه بحزمة إصلاحات "مخيبة للامال".
وينظر الى جهود التفاوض مع أوجلان على اتفاق للسلام على أنها أفضل فرصة أمام تركيا لإنهاء الصراع الذي عطل ترشيحها لعضوية الاتحاد الاوروبي وأضعف نموها الاقتصادي وأثر على سجلها في حقوق الانسان.