من حقنا كإعلاميين أن ننتقد الدولة والحكومة والمسؤولين ونشير إلى مكامن الاختلالات، كما أننا كمواطنين مغاربة لنا "الكبدة" على المغرب لابد أن نتوقف ولو مرة للتأمل فيكون من باب الموضوعية أن نقول " الله يحسن عوان هاد لبلاد وهاد الدولة". لماذا؟ لأنه كما يقول المغاربة "ما في الهم إلا لي كيفهم"، فهذا التكالب المسعور على المغرب وعلى ملكه يدعو لليقظة والحزم والحزن ايضا وكل الأحاسيس المتداخلة. يقصد المغاربة بمثلهم الحكيم سالف الذكر أن الذي يتمتع بقدر وافر من الاطلاع والثقافة والمتابعة هو الذي تتراكم هموم بلاده على صدره فيصرخ. وهذه المساهمة هي صرخة من أجل المغرب في سبيل البلاد. نعيش هذه الأيام ما بات يعرف بقضية مدير موقع لكم علي أنوزلا.وككل القضايا التي يعرفها المغرب فهي تكون فرصة للكثيرين إما لتصفية الحسابات مع المغرب لأسباب قد تكون تاريخية أو ذات صلة بالمصالح لكن في أحيان أخرى يخرج البعض ليهاجم المغرب في الوقت الذي يجب عليه أن يشكر بلادنا،وهناك من يشتمنا في حين يكون الشخص بدمه ولحمه عبارة عن مصيبة أو شتيمة للإنسانية كلها قبل المغرب.في كل هذا الخضم يزيد من غليان الدم في العروق أن يكون بعض مسؤولينا سلبيين أو فاشلين أو لا مبالين. المناسبة شرط ،وسياق موضوعنا ما أقدم عليه القسم العربي بقناة "فرانس فانتكاط" أمس في حق المغرب حين خصص لبلادنا حصة من السلخ والشتم والتحرش على الهواء مباشرة، وذلك ضمن برنامج "منتدى الصحافة" لكن الحلقة كانت "منتدى للسخافة". الحلقة إياها خصصت لقضية علي أنوزلا، الموجود رهن التحقيق بمقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء. الصوحافي معد البرنامج قدم القضية على اساس ان الاعتقال لم يكن بسبب نشر رابط الشريط الإرهابي وإنما حسب رأيه بسبب تصفية حسابات من بينها مقال لأنوزلا حول السعودية. آخر مقال رأي لأنوزلا قبل اعتقاله عنونه ب" السعودية الخطر الداهم". وفي هذه النقطة لنا قول مركز لا يمكن السكوت عنه نجمله لمذيع القناة "العرنكفونية" التي تتمتع بترخيص الاشتغال المريح في ربوع المغرب، كالتالي: أولا، الصحافي الموضوعي لا ينطلق من مسلمات فنحن نمارس مهنة الشك الإيجابي لا المرضي، ثم إن المفروض فيك وفينا كمهنيين أن نطرح القضايا بتوازن لأننا ناقلو أخبار ومثيرو نقاش ولسنا أطرافا.
ثانيا،ألا ترى "زميلي" غير العزيز لأن العزيز هو رب العزة وليس أنت أو مماك فرنسا ألا ترى إن كانت لك بصيرة وليس البصر فقط أنك قلت كلاما لا يصدقه عقل: كيف تجعل من مجرد صحافي خصما لدولتين كبيرتين مثل المغرب والعربية السعودية؟ كيف تستسيغ منهجيا أن الرياض والرباط سوف تعقدان قمة لعلي أنوزلا فتخططان وتدبران ليلا وتتآمران عليه وتعتقلانه فقط لأنه كتب مقالا نقديا في حق السعودية.فحسب معرفتنا بالمغرب والسعودية أنهما من أعقل الأنظمة وأكثرها صبرا على الخصوم والأعداء الحقيقيين وليس مجرد صحافي قال رأيا أو تهجم. ثالثا، لا يا صديقي غير الصادق، فالقضية في الأصل هي أعمق مما تفوهت به: كل ما في الأمر أن أنوزلا كمسؤول نشر وزد عليه ملابسات دخول أبو بكر الجامعي على الخط أقدم على نشر رابط فيديو إرهابي تحريضي على المغرب وعلى ملك المغرب. نقطة إلى السطر.وإذا وجدت الأمر غير جدي فشاور مسؤولتك اللبنانية في إعادة نشر أي شيئ يهدد الشعب الفرنسي أو الدولة الفرنسية، وحينها تأكد أن فرنسا الحريات لن تسعفك في شئ. وهنا نحيل اصحاب فرانس 24 عن القضيتين اللتين اثارتهما الصحافة الفرنسية مباشرة بعد القبض على علي انوزلا، ونخص بالذكر قضية اعتقال مترجم مجلة القاعدة المحرضة على الارهاب على الانترنت دون إثارة اية ردود فعل، لا من طرف الجمعيات الحقوقية الفرنسية ولا الدولية، ولا الاتحاد الدولي للصحافيين، وهنا تظهر رزانة الاعلام الفرنسي وحرصه القوي على ردع الإرهاب لان فرنسا والمجتمع الفرنسي يهمهم أكثر من غيرهم هذا الارهاب الداهم. ثانيا: قضية الحكم على فرنسية ارسلت طفلها الى المدرسة وهو يرتدي قميصا عليه كلمة "انا قنبلة"، وهنا يظهر الفرق الشاسع بين المطالب الحقوقية والاخرى التي تريد ان تغطي على مكامن الارهاب. الصادم في الموضوع زيادة على التقديم غير التقدمي بمقياس التنشيط التلفزيوني أن منتجي البرنامج لم يستقدموا له من الضيوف وجوها وأسماء من العيار المحترم، بل استجلبا ل "نادي السخافة" شداد الآفاق من كل أركان الأرض مثل جلول ومعراش ومعروف.أليس لكل منا من إسمه نصيب؟ فيصل جلول، وهو صحفي لبناني، قال ما مختصره ان السبب الكامن وراء اعتقال أنوزلا هو مواقف الأخير من قضية الصحراء. طيب تعال يا جلول وخذ هذا مني: نحن نحترم لبنان الشقيق ونتألم على أي شبر مغتصب من أرضه كما لو كانت أرضنا تماما، لكن ليست لنا الوقاحة للتدخل في شؤون لبنان الداخلية، فإن لم نستطع أن ننفع الإخوة اللبنانيين على الأقل نصمت صمتا لا يخلو من خير. ما الذي أدخلك في قدرنا الحامي فصرت تربط هذا بذاك بشكل مثير للشفقة؟ ماذا تعرف انت عن قضية الصحراء وتاريخها وملابساتها وثقافتها وقبائلها؟ لا شيء وعليه أراهنك.
إلى هذا الحد، ورغم هرطقات جلول اللبناني حاولنا هضمها لأنه من بلد الطباعة والنشر والثقافة، لكن ما تلاه من مصيبتين بشريتين موجب للامتعاض والغثيان. فأن يأخذ الكلمة ليفتي في حق أسياده متخلف من بلاد "ملك ملوك أفريقيا" يبقى أمرا مقززا فعلا يتعلق الأمر بالمدعو كمال معراش القادم من أمة لا تتوفر حتى على قانون السير وعلامات التشوير، فقال إن "المغرب رغم المساحيق لم يتغير" تبارك الله على خبير علم التجميل والمساحيق..والعكر فوق الخنونة حاشاكم. رغم رحيل القذافي إلى دار الحساب والجزاء، فإن أيتامه مازالوا يتعاطفون مع حتالة الصحراء أي البوليساريو. فلول القذافي لن نستغرب أن تتحامل على الوقوف كي تنطق بالكفر في حق المغرب الشامخ بإبنائه وجنوده وتاريخه وأخلاقه. لكن الجملة التي تفوه بها "الضيف الليبي" والتي تعد فعلا من المضحكات المبكيات كانت قوله " إن المغرب دولة متخلفة حقوقيا".لو كنت من السويد أو النرويج أو بريطانيا لقلنا إن معه بعض الحق لكن أن تكون صناعة اللجان الشعبية أو من سلفيي الزنتان وتعيب علينا "تخلفنا الحقوقي" فهذه ما سمع بها الناس أبدا، ولله في شعوبه شؤون. يا معراش ليبيا، خير لك أن تهتم بالمناطق التي ستقتطع من بلادك قريبا فتصبحون شيعا أكثر مما أنتم الآن ودع عنك المغرب وصحراءه، رح إلى صحراء الثلث الخالي ببلادك واترك صحرائي في سلام. قصف قناة "فغانس العجيبة" للمغرب لم يقف مع الليبي بل "درحوه" بمشاركة "صديق المغرب الكبير " الأخ الفلسطيني جدا الرفيق الشقيق محمود معروف. وحتى لا نتهم بالمن على أخينا الفلسطيني فنتهم بالعنصرية أو نتبع الصدقات منا فسنكتفي بمناقشته بهدوء، بعد الدعاء له بتقاعد عاجل مريح. يا معروف، بهذا تقابل المعروف الذي اسداه لك بلدك الثاني المغرب فتكيل له الشتائم وتضربه تحت الحزام، تحت البطن مثل بطنك الذي أكل وشرب في بحبوحة المغرب الكريم؟ يا معروف، هل تعرف معنى " إذا أكرمت الكريم ملكته....ّ؟؟ يا معروف،لم تقول إن المغرب تراجع من حيث حقوق الانسان؟ نستحلفك ب"الطعيمة المشروكة" من هي الدولة العربية التي تقدمت حقوقيا، إن كان في بلدان بني يعرب حقوق إنسان أصلا؟ ألم تواكب أنت شخصيا التطورات الحقوقية التي شهدها المغرب منذ كان برأسك شعر إلى أن وصلت سن الشيخوخة؟ لم تتعامى وتتنكر؟ ما هذه شيم الفلسطينيين النشامى. لنقل إن هؤلاء أجانب متحاملون ونصبر.لكن، لا صبر مع المسؤولين الحكوميين ببلادنا وفي مقدمتهم مهندسو السياسية الإعلامية ووزير الاتصال مصطفى الخلفي إزاء كل هذا الذي يحدث وسيحدث لا محالة.ورغم أن الوزير رد امس على الموضوع بشكل محتشم في نفس القناة،فإن فريقه الذي يفتخر به صباح مساء يتفرج على بلاده تسلخ سلخا على الشاشات "ولا من شاف ولا من تألم أو درى". من بين أدوار وزارة الاتصال إن كان وجودها ضروريا ان تقاتل من أجل صورة المغرب.لكن لا وقت لفريق وزيرنا لكي ينشغل بهذه الترهات التي يتحدث عنها أمثالي، فديوان الوزير و"خبراؤه" لهم معارك أخرى لم يكن ما راكموه فيها من فشل كافيا كي يستقيلوا على الأقل.وهم منشغلون بزيارات الصحافيين إلى أروبا وصرف الميزانيات السمان عليهم، والويل والثبور ل"تلكسبريس " إن فضحت المستور من هدر المال العام. أن نخسر قضايا صورة بلادنا في واجهات مهمة فهذا لا يهم فريق الخلفي في شيء، مادام كما يقول الوزير لصحبه وحوارييه إن الفضل يعود له وحده كون قناة الجزيرة القطرية لم تعد تجزيء المغرب إلى شطرين.سبحان الله، فحسب معلوماتنا أن لنا أعينا مازالت بحمد الله ترى عشرة على عشرة وحين ننظر لشاشة الجزيرة نجد مكان الخط الوهمي الفاصل سابقا بين شطري المغرب أمر افدح صار يسمى"الصحراء الغربية"، هذا ما نجحت فيه يا خلفي، وهذه نتيجة الأموال الطائلة التي بددتها وتبددها في ما لا طائل منه. اين السيد الخلفي وأين استراتيجيته في هذا المجال؟ لماذا لم يفتح المجال السمعي البصري المغربي للخبراء وللإعلاميين والصحافيين ورجال القانون للحديث عن كارثة نشر شريط يشيد بالارهاب؟ اين هي اسي الخلفي مخططاتك التي تستعرضها علينا ليل نهار بخصوص اختراقاتك الباهرة للقنوات والمواقع العالمية، واين هو رأي البلاد فيها مما يجري الآن من تحامل على قرار الوكيل العام بالتحقيق مع صحفي تجاوز كل الخطوط ونشر شريطا خطيرا يشيد ويعبئ الناس للقتال ضد بلدهم المغرب.