أكد المكتب السياسي للحركة الشعبية أن نشر شريط لمنظمة إرهابية على موقع إخباري "ممارسة لامسؤولة لا علاقة لها بالعمل الصحفي النبيل الذي يحمل توقيع صاحبه، بل تتعداه إلى تبني خطاب إرهابي والترويج له مما ينم عن كونه يخدم أجندة إرهابية". واعتبر المكتب، في بلاغ أصدره امس الثلاثاء إثر اجتماع طارئ برئاسة محند العنصر، أن نشر هذا التسجيل "سابقة خطيرة" وبمثابة "إشادة" وتحريض على عمل إرهابي يستهدف أمن واستقرار البلاد والتغرير بشبابه.
وحث البلاغ كل المغاربة الغيورين على بلدهم على التحلي "باليقظة القصوى والتصدي لكل المحاولات والأعمال التي من شانها أن تهدد أمن واستقرار المملكة، مثمنا "المبادرات الملكية الحكيمة في مجال إصلاح الحقل الديني والإشادة بالمسيرة الإصلاحية التي يقودها جلالته والتي جنبت البلاد عواقب ما يعرفه المحيط، ومناطق الجوار من تقلبات وانفلاتات أمنية".
كما أشاد بالمجهودات والتضحيات التي ما فتئت تقدمها القوات المسلحة الملكية والأمن الوطني والدرك الملكي والقوات المساعدة من أجل الحفاظ على سلامة وصيانة استقرار البلاد.
وأكد الحزب على أن "المغرب سيظل منارة لقيم التسامح والتعايش وموطنا للحقوق والحريات وبلدا آمنا ومستقرا بفضل تعبئة جميع شرائح الشعب وقواه الحية وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس".
من جانبه أكد حزب التجمع الوطني للأحرار أن "استهداف المغرب بدعوات تحريضية تحث على العنف والكراهية والإرهاب الأعمى من طرف جهات معادية للمسار الديمقراطي الذي يسلكه المغرب، عمل إجرامي شنيع وجب التصدي له بكل حزم".
ودعا الحزب، في تصريح للناطق الرسمي باسمه، توصلت به وكالة المغرب العربي للأنباء، "كافة مكونات المجتمع إلى اليقظة والتجند في مواجهة خطاب الكراهية المحرض على العنف والإرهاب، من أجل حماية المسار الديمقراطي بالبلاد والذود عن مؤسساتها وثوابتها".
ونبه التجمع الوطني للأحرار إلى أن الترويج لخطاب من هذا النوع هو "استهداف مباشر لاستقرار البلاد ولخيارها الديمقراطي النموذجي في العالم العربي والإسلامي".
واعتبر أن "هذه الدعوات تأتي تزامنا مع هذه الظرفية الدقيقة التي تجتازها الأمة العربية والإسلامية، بما يعنيه ذلك من رغبة جهات إرهابية لا تؤمن بالديمقراطية والحرية، في تنفيذ مخططاتها الهدامة على حساب استقرار الشعوب ونمائها، باستهدافها الحق في الحياة ورغبتها في تقويض مؤسسات الدولة عبر التحريض على العنف وإشاعة خطاب الكراهية الذي يتنافى وكل الشرائع السماوية وقيم ومبادئ القانون الدولي الإنساني".
وأكد التجمع الوطني للأحرار أن موقفه الثابت "كان وما يزال داعما لبناء المجتمع الديمقراطي الحداثي المؤمن بالحرية والتعددية بما يتماشى وثراء المكونات الحضارية للمغرب والتي تمتد إلى قرون خلت، مع التمسك بالمذهب المالكي الأشعري المعتدل الذي ارتضاه المغاربة لأنفسهم بعيدا عن كل مظاهر الغلو والتطرف التي تدعو إليها التيارات الفكرية الدخيلة المتلحفة بالدين والتي تريد إشاعة الفتنة والعنف والإرهاب لتهديد استقرار البلاد".
ودعا الحزب إلى تطبيق القانون وضمان شروط المحاكمة العادلة ضد كل من ثبت تورطه في هذه الأفعال المشينة المهددة لاستقرار الدولة والمجتمع، إيمانا منه بأن دولة المؤسسات ولحمة المجتمع وتماسكه، كفيلان بتحصين المغرب من مثل هذه الدعوات التحريضية الشاذة الغريبة عن تربته ومقوماته الثقافية والحضارية".
يذكر أن النيابة العامة أمرت الشرطة القضائية بتوقيف المسؤول عن الموقع الإخباري الالكتروني "لكم"، قصد البحث معه على إثر نشر الموقع لشريط منسوب لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، تضمن دعوة صريحة وتحريضا مباشرا على ارتكاب أفعال إرهابية بالمغرب.