تظاهر مئات الالاف من المصريين الجمعة في القاهرة وعدة محافظات بعضهم للمطالبة برحيل الرئيس المصري محمد مرسي والاخرين للدفاع عن "شرعيته" ووقعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين في الاسكندرية اسفرت عن سقوط قتيل واصابة اكثر من مئة اخرين. وخوفا من اعمال عنف وتدهور للوضع الامني قبل 48 ساعة من التظاهرات التي دعت اليها حملة تمرد والمعارضة للمطالبة باسقاط مرسي في الذكرى الاولى لتوليه السلطة، انتشر الجيش في المدن الرئيسية لحماية مؤسسات الدولة ومنشآتها الحيوية.
وتحت شعار "الشرعية خط احمر" تجمع عشرات الالاف من انصار الرئيس مرسي وجماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها في الميدان المقابل لمسجد رابعة العدوية في منطقة مدينة نصر بشرق القاهرة واعلنوا انهم سينظمون اعتصاما مفتوحا في الحي الذي يبعد قرابة 5 كيلومترات عن قصر الاتحادية الرئاسي.
وفي كلمة القاها امام هذا الحشد، قال صفوت عبدالغني عضو مجلس شورى الجماعة الاسلامية ان "الداعين للانقلاب على الشرعية، لا يريدون ديمقراطية ولا يريدون مصلحة الوطن ولا يريدون إلا الالتفاف على الشرعية والوصول إلى سدة الحكم".
وكانت جماعة الاخوان والاحزاب السلفية المتحالفة معها اعلنت عن تنظيم هذا الاعتصام المفتوح استباقا لمسيرات وتظاهرات الثلاثين من يونيو التي دعت اليها حملة تمرد والمعارضة المصرية للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة ومن بينها مسيرة اطلقت عليها "الزحف الى الاتحادية".
وفي ميدان التحرير، رمز ثورة 25 يناير 2011، تجمع الاف من معارضي الرئيس المصري واخذوا يهتفون "ارحل .. ارحل".
وفي الاسكندرية توفي متظاهر متأثرا بجراح اصيب بها بعد ظهر الجمعة اثناء اشتباكات بين انصار ومعارضي مرسي كما جرح 70 اخرون.
قال طبيب وثلاثة مسؤولين أمنيين مصريين إن أمريكيا قتل امس الجمعة خلال اشتباكات بين مؤيدي ومعارضي الرئيس محمد مرسي في مدينة الاسكندرية.
وقال المسؤول الأمني الكبير بالإسكندرية أمين عزالدين إن الأميركي تلقى طعنة في صدره توفي على أثرها.
وأكد ذلك إبراهيم الروبي رئيس وحدة الطوارئ بمديرية الصحة بالإسكندرية ومسؤولان أمنيان آخران.
وقال مصدر إن القتيل كان يصور الاشتباكات حين طعن ونقل إلى مستشفى عسكري حيث توفي.
ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط عن مدير المستشفى الجامعي بالاسكندرية أسامة ابو السعودان "مواطنا توفي متأثرا باصابته بطلق خرطوش (من بندقية صيد) عقب نقله للمستشفى الجامعي بالاسكندرية".
وقال رئيس مرفق الاسعاف في المدينة عمرو نصر لوكالة انباء الشرق الاوسط ان اكثر من مئة شخص اصيبوا في هذه الاشتباكات بعضهم حالته "حرجة".
وكانت مسيرة معارضة للرئيس المصري في منطقة سيدي جابر بشرق الاسكندرية تعرضت بعد الظهر لهجوم بطلقات خرطوش (من بنادق صيد)، بحسب مشاهد بثتها على الهواء مباشرة قناة الحياة المصرية الخاصة.
وبينما كانت القناة تبث مباشرة مشاهد المسيرة سمع دوى طلقات وشوهد متظاهرون يهرولون هربا من هذه الطلقات.
ووقعت بعد ذلك اشتباكات قام خلالها المتظاهرون المعارضون باشعال النيران في مقر حزب الحرية والعدالة (المنبثق عن جماعة الاخوان المسلمين) ونقلت قنوات التلفزيون المحلية مشاهد ظهر فيها سحب كثيفة من الدخان الاسود تتصاعد من المقر.
وشهدت العاصمة المصرية كذلك عقب صلاة الجمعة عدة مسيرات مناهضة للرئيس المصري انطلقت من ثلاثة ميادين رئيسية في احياء المهندسين (غرب) وشبرا (شمال) والسيدة زينب (وسط).
كما انطلقت تظاهرات للمعارضة في عدة محافظات في دلتا النيل من بينها المنصورة وبورسعيد والمحلة ودمياط والبحيرة والدقهلية حيث احرق المتظاهرون مقرا لحزب الحرية والعدالة في مدينة اجا.
وحمل هذا الحزب، الذي خرج منه الرئيس مرسي، اثنين من قادة جبهة الانقاذ الوطني المعارضة هما محمد البرادعي وحمدين صباحي "شخصياّ" مسؤولية اعمال العنف التي تشهدها مصر.
وفي بيان على صفحته على فيسبوك، قال حزب الحرية والعدالة انه "يحمل المسؤولية الكاملة" لاعمال العنف "لكل من حرض علي العنف من قادة جبهة الإنقاذ وحركة تمرد، كما يتحملها شخصياً كل من الدكتور محمد البرادعي والأستاذ حمدين صباحي".
واتهم الحزب البرادعي وصباحي "بقبول التحالف مع قادة الحزب الوطني المنحل الملطخة أيديهم بدماء الشهداء" الذين سقطوا ابان الثورة على حسني مبارك في العام 2011.
من جهتهما، دان كل من البرادعي وصباحي في تغريدتين على توتير العنف واكدا ضرورة الالتزام ب "السلمية.
وكانت حملة "تمرد" بدأت مطلع ماي الماضي في جمع توقيعات تطالب ب"سحب الثقة" من الرئيس المصري وباجراء انتخابات رئاسية مبكرة وانتشرت دعوتها في غضون شهرين بشكل كبير. وقال المتحدث باسم الحملة محمود بدر ان الحملة جمعت قرابة 16 مليون توقيع.
والتفت المعارضة المصرية حول حملة "تمرد" ودعت الى المصريين الى المشاركة في تظاهرات الثلاثين من يونيو.
ويندد خصوم مرسي بسعي جماعة الاخوان المسلمين الى السيطرة على كل مفاصل الدولة وبالفشل في ادارة البلاد.
ويقول انصار الرئيس المصري في المقابل انه يملك شرعية أخذها من صناديق الاقتراع في انتخابات ديموقراطية، ويتهمون المعارضة بالقيام ب"ثورة مضادة" بهدف الاطاحة بمرسي في الشارع ومنعه من تغيير بعض المسؤولين المتهمين بانهم من بقايا مرحلة الرئيس السابق حسني مبارك.
وجاءت دعوة حملة "تمرد" فيما تتفاقم الازمة الاقتصادية التي تعاني منها مصر منذ اسقاط مبارك اثر ثورة 25 يناير.
وأدت هذه الأزمة إلى ارتفاع في أسعار السلع الأساسية وتكرار انقطاع الكهرباء وشح الوقود.
وبدأت اجواء التوتر تتصاعد خلال اليومين الماضيين اذ قتل اربعة اشخاص في اشتباكات في مدينتي المنصورةوالزقازيق بدلتا النيل بين مؤيدي ومعارضي الرئيس المصري منذ الاربعاء.
وقال مصدر طبي في مستشفى المنصورة الدولي الجمعة لفرانس برس ان "عدد القتلى في اشتباكات المنصورة ارتفع إلى ثلاثة بعدما توفي شخصان متأثرين بإصابتهما بطلقات الخرطوش".
كما قتل شخص اخر مساء الخميس في اشتباكات اندلعت بين في الزقازيق بمحافظة الشرقية في دلتا النيل.
وقال حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين، على صفحته على فيسبوك ان "القتلى الاربعة ينتمون للاخوان المسلمين".
وكان وزير الدفاع الفريق اول عبد الفتاح السيسي حذر الاحد الماضي من ان الجيش قد يضطر الى "التدخل لمنع الاقتتال الداخلي".