أعلن الرئيس المصري محمد مرسي مساء الأحد انه قرر فرض حالة الطوارئ لمدة شهر في محافظات القناة الثلاث وهي بورسعيد والإسماعيليةوالسويس اعتبارا من "بعد منتصف هذه الليلة" وأكد انه سيدعو قادة المعارضة إلى حوار وطني ابتداء من الاثنين. وتأتي قرارات مرسي ودعوته للمعارضة فيما تشهد مصر منذ ثلاثة أيام اضطرابات في عدة مناطق أعقبت تظاهرات معارضة له ولجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها بدعوة من جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة والحركات الشبابية التي تتهم الجماعة ب"سرقة الثورة" والسعي لإقامة نظام استبدادي محل نظام حسني مبارك الذي سقط في فبراير 2011.
وأوقعت أعمال العنف منذ الجمعة 46 قتيلا هم 37 سقطوا في مدينة بورسعيد السبت والأحد وثمانية في السويس يوم الجمعة وهو نفس اليوم الذي قتل فيه شخص واحد في الإسماعيلية.
وأعلن الرئيس المصري انه قرر فرض حظر تجوال ليلي في المدن الثلاث من الساعة 21:00 (19:00 تغ) إلى السادسة صباحا لمدة شهر طوال مدة سريان حالة الطوارئ التي حددها ب"30 يوما".
ورغم تهديد مرسي باتخاذ مزيد من الإجراءات الاستثنائية، فانه أكد في الوقت نفسه انه سيدعو "قادة القوى السياسية" في أشارة إلى المعارضة "إلى حوار وطني" الاثنين مؤكدا أن "بيانا بهذا الشأن سيصدر الليلة" عن رئاسة الجمهورية.
وأعلنت رئاسة الجمهورية المصرية بعيد ذلك أن مجموعة من الأحزاب والشخصيات مدعوة إلى الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس مرسي، موضحة أن من بين المدعوين خصوصا قادة جبهة الإنقاذ الوطني الثلاثة محمد البرادعي وحمدين صباحي وعمرو موسى.
وأوضحت الرئاسة في بيان أن الدعوة موجهة لهم لحضور الحوار الوطني في القصر الرئاسي في السادسة مساء الاثنين بالتوقيت المحلي (16:00 تغ).
وقال الرئيس المصري في كلمة نقلتها قنوات التلفزيون "أكدت أنني ضد أي إجراءات استئنائية ولكني أكدت أنني لو اضطررت سأفعل حقنا للدماء وحماية للمواطنين وها أنا افعل" مضيفا "إذا رأيت أن أبناء الوطن أو مؤسساته أو الممتلكات العامة والخاصة يتعرضون لخطر سأضطر لأكثر من ذلك" مكررا "سأضطر لفعل أكثر من ذلك، لمصلحة مصر سأفعل، هذا واجبي ولن أتردد فيه لحظة".
وأضاف الرئيس المصري "سنواجه أي تهديد لأمن الوطن بقوة وحسم في ظل دولة القانون" مشددا على انه "اصدر تعليماته" لقوات الأمن ب"التعامل بمنتهى الحزم والقوة مع من يعبث بأمن الوطن".
وانتقد مرسي بشكل غير مباشر المعارضة المصرية التي يتهمها العديد من مسؤولي جماعة الإخوان منذ أيام بالامتناع عن إدانة أعمال العنف.
وقال "إن ما شهدناه في الأيام الماضية من أعمال عنف واعتداء على المنشآت العامة والخاصة وترويع المواطنين وقطع الطرق وإيقاف المواصلات العامة واستخدام للسلاح لهي ممارسات غريبة على الشعب المصري وعلى ثورته، هذه التصرفات لا تمت للثورة بأي صلة ولا يمكن تصنيفها إلا خروجا على القانون وخروجا على الثورة".
واستطرد "بل هي الثورة المضادة بوجهها القبيح".
وتابع "الشعب المصري يرفض تلك الأفعال ويرفض من يدافعون عنها أو يسكتون عن إدانتها".
وكانت الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين تواصلت مساء الأحد في القاهرة وعدة محافظات مصرية من بينها بورسعيد والسويس والقناة والشرقية والغربية (في دلتا النيل) والإسكندرية.
وأكد مرسي أن "أحكام القضاء واجبة الاحترام منا جميعا فهي ليست موجهة ضد فئة بعينها وليست منحازة لأي فئة أخرى".
وكان الغضب اشتعل في بورسعيد واندلعت الاشتباكات بين الأهالي والشرطة في المدينة فور صدور حكم صباح السبت بإعدام 21 من مشجعي فريق المصري لكرة القدم البورسعيدي في ما يعرف ب"مجزرة بورسعيد" العام الماضي التي سقط خلالها في ستاد بورسعيد 74 قتيلا معظمهم من مشجعي فريق الأهلي.