يمكن معرفة المستوى الذي وصلت إليه الامور الحزبية ببلادنا، حتى لا نقول السياسية، من خلال اللغة المستعملة من طرف المسؤولين الحزبيين ببلادنا وذلك في لقاءاتهم الخاصة او عبر وسائل الاعلام او داخل مؤسسة البرلمان حتى. فمن خلال تتبع الخطابات المختلفة وردود الفعل المتباينة بين الاحزاب مؤخرا، يتضح ان قيادات هذه الاحزاب اصبحت تجاري لغة بنكيران وتمتح من نفس المنبع اللغوي الذي يُورد،( ابله)، عباراته منه.
وفي هذا الصدد وردا على رئيس الحكومة الذي صرح بأن "الحياحة ما خلاوهش يخدم"، قال مصطفى الباكوري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة خلال افتتاح أشغال اللقاء التواصلي لرؤساء الجماعات، أمس الأحد 26 ماي، انه "ملي كيكونو الحياحة كيكون الحلوف قريب".
هذه اللغة التي تمتح من قاموس الصيد بالمغرب ستنضاف إلى لغة التماسيح والعفاريت التي يتقنها رئيس الحكومة، وهي ليست بغريبة على الحقل السياسي بالمغرب إذ سبق لحميد شباط ان استعملها في صراعها على نقابة حزب الاستقلال ضد الاندلسي حيث وصفها حينها بالحلوف..
من جهته نبيل بن عبدد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، الذي طمأنه بنكيران بأنه "متحالف مع رجال"، قال ان:"لّي كيحسب وحدو كيشيط ليه"، وذلك ردا على الخرجات الاعلامية للامين العام لحزب الاستقلال حميد شباط.
عبد الاله بنكيران، وكعادته في الاستنجاد بالقاموس الشعبي والمخيال الجمعي للمغاربة، وصف حزب الاصالة والمعاصرة بالعروس الذميمة البئيسة التي أساءت إلى الوطن وما تزال...
هذا غيض من فيض سقناه من العبارات والكلمات المستعملة من طرف سياسيينا الذين اظهروا براعة كبيرة في فن الحلقة والبوليميك، وذلك في صراعاتهم ومعاركهم اليومية حول المواقع ، إنه صراع من أجل البقاء والذي تباح فيه كل الاسلحة بما فيها الضرب في اعراض الخصم السياسي ، الذي يستحيل "عدوا" لدى الفرقاء السياسيين...