أوقفت عناصر من الدرك الملكي ببلدية الكردان خمسة "فقهاء"، وتم وضعهم رهن تدابير الحراسة النظرية، ليحالوا بعد ذلك في حالة اعتقال خلال يوم أمس الخميس على وكيل الملك بابتدائية تارودانت، بتهمة اختطاف أطفال و استغلالهم في أعمال الشعوذة و "استخراج الكنوز". ويتحدر الموقوفون الخمسة من منطقة سوس و حاحا والشياضمة، التابعة لإقليمالصويرة، وكانوا يتنقلون بين عدد من القرى والمدن التابعة لتلك المناطق، وذلك بحثا عن اطفال "زهريين" كما يطلقون عليهم لاستغلالهم في اعمالهم الاجرامية..
وذكرت مصادر أن عملية التوقيف جاءت بناء على شكاية تقدم بها أحد سكان دوار الكاوص بجماعة المهادي بمنطقة تارودانت، يشير فيها إلى أن "الفقهاء" الخمسة حلوا بالدوار تحت ذريعة جمع الزكاة "العشور"، فيما كانت نواياهم تصب في اتجاه البحث الأطفال "الزوهريين"، من أجل اختطافهم واستعمالهم في أعمال الشعوذة واستخراج الكنوز، وكشف المشتكي أن أحد "الفقهاء" قام بتفحص كف يد ابنه، وهو ما رواه الطفل بنفسه، كما أنه تمكن من تحديد الشخص الذي تفحص كف يده.
وفي الوقت الذي نفى فيه الدجالون الخمسة التهم المنسوبة إليهم، أكد شاهد للدرك الملكي أنه شاهد أحدهم يتفحص يد طفلة، ثم بصق فيها ليبعد عنه الشبهة.
ولاحظ المحققون أن الفقهاء الخمسة لم يفصحوا عن الأسباب الحقيقية وراء حلولهم بذات الدوار، إلى جانب اسباب حلولهم بأماكن متفرقة ومتباعدة، وليس بمنطقة واحدة. حيث أكد بعضهم أنهم حلوا بالمنطقة من أجل زيارة أحد الأشخاص الميسورين الذي كان يجود عليهم ببعض الاعانات غلا أن هذا الأخير نفى نفيا قاطعا معرفته لهم.
وقرر وكيل الملك بابتدائية تارودانت وضع المتهمين الخمسة رهن الحراسة النظرية لتعميق البحث معهم.
ويأتي توقيف الفقهاء الخمسة بعد أسبوعين على اختفاء الطفلة سليمة بمدينة أكادير. وقد خلفت ظاهرة اختطاف الأطفال بمنطقة سوس عدة استفسارات لدى الأسر، فيما اشتكت ساكنة دواوير أخرى في إقليمتارودانت من أمر بعض باعة الحلي الذين يتجولون بعدد من الدواوير، ويعمدون على توزيع خواتم على الأطفال.