انتهت رحلة 5 فقهاء بوضعهم رهن تدابير الحراسة النظرية لدى الدرك الملكي ببلدية الكردان، حيث قضوا 48 ساعة وأحيلوا في حالة اعتقال خلال يوم أمس على وكيل الملك بابتدائية تارودانت من أجل شبهة التربص بالأطفال من أجل استغلالهم في أعمال الشعوذة واستخراج الكنوز. الفقهاء الخمسة يتحدرون من مناطق متفرقة بسوس ومنطقة حاحا والشياضمة بضواحي الصويرة، يتنقلون بين قرى ومدن سوس ويبيتون بالمقاهي والفنادق الرخيصة قبل أن يقضوا الليلتين السابقتين مجانا داخل مخفر الحراسة النظرية بمصالح الدرك الملكي ببلدية الكردان. التوقيف جاء بناء على شكاية أحد ساكنة دوتار الكاوص بجماعة المهادي، يفيد خلالها بأن الفقهاء الخمسة حلوا بالدوار تحت ذريعة " طلب سبولة الله من حباب الله" وأنهم في حقيقة الأمر يبحثون عن الأطفال الزوهريين، تمهيدا لخطفهم واستعمالهم في أعمال الشعوذة واستخراج الكنوز، وأكد الأب المشتكي أن أحد الفقهاء تفحص بطن يد ابنه، ليكشف عن خطوطها إن كانت تفصح أن الطفل " زوهري أو لا " الطفل أكد بدوره واقعة تفحص يده من قبل الفقيه، كما تمكن من تحديد الشخص المعني من بين الخمسة. وبينما ينفي الفقهاء تمشيطهم لهذه المنطقة بحثا عن الأطفال " الزوهريين" أكد شاهد للدرك الملكي أنه شاهد أحدهم يتفحص يد طفلة، ثم بصق فيها ليبعد عنه الشبهة. غير أن أحد المعتقلين اعتبر أن قراءة الطالع من خلال الكف عملية معروفة وأن البصق وقراءة القرآن نوع من الرقية المعتمدة لدى الفقهاء. ولاحظ المحققون أن الفقهاء الخمسة لم يفصحوا عن الأسباب الحقيقية وراء حلولهم بهذا الدوار، إلى جانب حلولهم من أماكن متفرقة ومتباعدة، وليس من مدرسة أو منطقة واحدة، كما تضاربت تدرعاتهم، حيث أكد بعضهم أنهم جاؤوا لدى من أسموه " الحاج..." لأنه كريم، ويجود عليهم من أفضاله، وعند الاستماع إليه نفى أن تكون له بهم معرفة، أو أن يكون استضافهم يوما ما. فهذا التضارب في الآراء جعل وكيل الملك بابتدائية تارودانت يبقي عليهم رهن الحراسة للتحقق من نواياهم، إن كانت تتعلق بالبحث عن الأطفال الزوهريين كما تروي الشكاية أو رصد الأماكن المستهدفة من أجل البحث عن الكنوز، أو أن الفقهاء الخمسة مجرد طالبين للعطاء وهبات الناس وأعطياتهم. من بين الرجال الخمسة من يحفظ شذرات متفرقة من القرآن لا غير، أعمارهم بين الثلاثين والخمسين سنة، متزوجون وآباء لأبناء، وقد تم تحديد هوياتهم بناء على بطائق التعريف التي أدلوا بها عند توقيفهم، ويأتي توقيفهم أسبوعين على اختطاف الطفلة فطومة وقتلها بمدينة تارودانت، وبعد أقل من أسبوع على اختفاء الطفلة سليمة بمدينة أكادير، وقد خلفت ظاهرة الاختطاف هلعا لدى الأسر ما جعلهم ينظرون بعين الريبة لكل غريب يتحرك بين الدوار دون هدف واضح. وكانت دواوير أخرى من إقليمتارودانت قد ارتابت في أمر بعض باعة الحلي الذين يوزعون خواتم على الأطفال، وعند التحقيق معهم تبين أنهم مجرد تجار فأخلي سبيلهم.