تحولت جنازة متفحمي فاجعة سباتة، التي شارك فيها والي مدية الدارالبيضاء، إلى غضب عم ساكنة الحي، بعد أن سجلوا تقاعس رجالات الوقاية المدنية في التدخل لإنقاذ أرواح افراد الأسرة الذين تفحمت أجسادهم جراء الحريق، وردد شباب الحي شعارات تنديد وسخط، في وجه المسؤولين والمنتخبين، كما حملوا أقمصة مخطوط عليها تضامنهم الكامل مع الضحايا واصفين إياهم ب" الشهداء". وقد وقعت الفاجعة في محل للخياطة في مقاطعة سباتة، الحادث المأساوي خلف مصرع خمسة أشخاص ينتمون لأسرة واحدة، لكن ما سجل في الحادث حسب شهادات السكان هو أن رجال المطافئ آخر من التحق بعين المكان من أجل الإطفاء، ليجدوا أن الأسرة كاملة احترقت، مما يدفعنا للتساؤل عن دور رجال المطافئ في التدخل السريع، حيث لم يحضروا إلا في حدود الثانية عشرة زوالا، وقد عجزوا عن إطفاء النيران بعد أن وجدوا الشاحنة الصهريجية فارغة من المياه، مما اضطر معه سكان الحي إلى الاستعانة بالأسطل البلاستتيكية لإخماد الحريق.
هذا السلوك، جعل العديد من مواطني الحي يخرجون في تجمهر عفوي منددين ب" تقاسع" الوقاية المدنية عن التدخل العاجل، كما نددوا ب" تواطؤ" السلطات المحلية في مراقبتها للمحلات السكنية والتجارية، باعتبار أن مكان الحادث الذي وقع بدرب خالد بمقاطعة اسباتة كان مكانا للتجارة و السكن أيضا.
وقد بعث جلالة الملك محمد السادس برقية تعزية إلى عبد الرحمان بوعرضة٬ على إثر الحريق المهول الذي راح ضحيته خمسة أفراد من أسرته أمس الأحد بالدارالبيضاء.
ومما جاء في هذه البرقية "تلقينا ببالغ التأثر وعميق الأسى٬ النبأ المفجع للحريق المهول الذي راح ضحيته خمسة أفراد من أسرتك٬ تغمدهم الله بواسع رحمته وأسكنهم فسيح جنانه".
وأعرب جلالة الملك٬ بهذه المناسبة الأليمة٬ لبوعرضة عن أحر التعازي وأصدق المواساة في هذا المصاب الجلل٬ الذي لا راد لقضاء الله فيه٬ مبتهلا جلالته إلى الله عز وجل أن يعوضه عنهم جميل الصبر وحسن العزاء٬ وأن يشملهم بعفوه وإحسانه٬ ويتقبلهم في عداد الشهداء والصالحين من عباده المنعم عليهم بالجنة والرضوان.