في ظل الازمة التي يعيشها المغرب والتوتر الذي يسود العلاقة بين النقابات والحكومة، يخرج آلاف العمال والمستخدمين والعاطلين والموظفين إلى الشوارع للاحتفال بما اضحى يسمى في الاعلام الرسمي بعيد الشغل. وفي ظل الاحتقان بين الاطراف المشاركة في الحوار الاجتماعي والذي ادى إلى انسحاب المركزيات النقابية من هذا الحوار، ما دفع الحكومة إلى الاعلان عن إلغائه، يتم الخروج اليوم للاحتجاج على الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية والتذكير بالملفات المطلبية لكل نقابة، تحت شعارات تختلف من مركزية لأخرى وفقا للمرجعية السياسية والخلفية الايديولوجية لكل وادة منها..
خروج العمال في عيدهم هذا يواكبه خروج لرئيس الحكومة ومجموعة من الوزراء والمسؤولين الحكوميين وبعض القياديين الذين يشاركون في الائتلاف الحكومي، وهو ما سيجعل العيد "سورياليا" بكل المقاييس.
إذ كيف تخرج "الضحية" و"جلادها"، (ليس بالمعنى الذي يخطر ببالكم)، جنبا إلى جنب في مسيرات مخصصة للاحتجاج اصلا، وهو ما يطرح سؤال المطالب التي يريد رفعها بنكيران ووزراؤه؟ ولمن سيرفعونها ما داموا هم الحكومة عينها؟
بعض الظرفاء علق على هذا الامر قائلا: نطالب نحن معشر العمال بتخصيص عيد للحكومة حتى تترك هذه الاخيرة عيدنا وشأنه..
يشار في هذا الصدد أن عبد الإله بنكيران سيحتفل إلى جانب الطبقة العاملة بعيدها الأممي، قبل أن يلقي كلمة بساحة أبي شعيب الدكالي بالدار البيضاء أمام أعضاء نقابته "الإتحاد الوطني للشغل".
أما وزير الخارجية سعد الدين العثماني، ففضل الاحتفال بمدينة الرباط، فيما اختار وزير الاتصال مصطفى الخلفي أن يحتفل بالعيد الأممي للطبقة العاملة بمدينة مراكش.
وقرر حميد شباط، أمين عام حزب الإستقلال، من مكونات الحكومة، مشاركة العمال عيدهم الأممي، وهو ما يسري لا محالة على باقي المكونات الحكومية الاخرى..