أثارت التغييرات التي عرفتها مديرية الأخبار مؤخرا نقاشا حادا في القناة الثانية، مما جعل بعض الصحافيين، والصحافيات خاصة، يهددن بتقديم استقالتهن على هذه التغييرات ودلالاتها. فبشكل كان مرتقَبا، عمدت سميرة سيطايل إلى تقوية تموقعها في القناة الثانية، من خلال إحداث تغييرات والوفاء بتعهداتها في الاجتماع «التاريخي»، الذي شنت فيه «الحرب» على نقابة مستخدمي «دوزيم» وهددت بتشجيع فصيل نقابي، ومنحت الإشارة للاستمرار في خلق الجدل في القناة الثانية، عبر ترقية «المقرَّبين» منها واستبعاد «المختلفين» معها من عملية الترقي. ووصف مصدر نقابي ما أقدمت عليها سميرة سيطايل ب»الحملة الانتخابية»، التي ترمز إلى أن تغييرات محتمَلة على رأس القناة. في هذا السياق، عينت سميرة سيطايل الصحافي الشاب يوسف لحميدي على رأس خلية السياسة الوطنية الداخلية والخارجية، ما يعني مسؤوليته عن الصحافية المخضرمة ثريا الصواف، كما يعني أن الحميدي سيكون مكلفا بالملفات الوطنية الكبرى، بما في ذلك الملف الشائك للصحراء المغربية. كما عينت سيطايل الصحافية سناء رحيمي مسؤولة عن الخلية الدولية، ما يعني أنها رئيسة على نادية اليوبي، كما يعني ذلك أن سناء رحيمي ستكون مكلفة بتدبير القضايا والملفات العالمية. وعينت سميرة سيطايل الصحافي الشاب وديع دادا على رأس خلية الشؤون الاقتصادية والسياسية، أي الإشراف على مقاربة القضايا الاقتصادية وتحليل أبعادها المحلية والدولية، ما يعني كذلك أنه مسؤول على زهير الداودي وشعيب حمادي، كما أنه من المنتظَر أن تكون سميرة سيطايل قد عينت سامية الحارسي رئيسة للخلية الثقافية، ما يعني أن الحارسي ستكون معنية بمقاربة مغرب الحداثة والإشراف على تكريس الثقافة المغربية وتفكيكها وتحليل الخطاب المتوسطي والإسلامي. كما عينت سيطايل صلاح الدين الغماري مسؤولا عن الخلية التعليمية، أي أن الأخير معني بالنظريات البيداغوجية والتحولات التي تعرفها الناشئة المغربية، كما عينت مديرة الأخبار الصحافي الحسين وزيك، الذي انتمى إلى القناة قبل أشهر، مسؤولا عن الخلية الاجتماعية، ما يعني أنه مسؤول على حسن الحمادي، سعيدة بن عائشة ونادية اليوبي، كما يدل التعيين على أن الشاب الذي تخرج قبل مدة ليست بالطويلة سيكون مكلفا بالتحولات السوسيولوجية وأمام باحثين كبار في هذا المجال الصعب. وكانت سميرة سيطايل قد عينت، قبل أشهر، كلا من حميد ساعدني وشعيب حمادي رئيسي تحرير (رئيسيين)، كما عينت، على التوالي، كلا من محمد مستعد، عادل بن موسى ومراد المتوكل رؤساء تحرير مساعدين، كما منحت سميرة سيطايل كلا من حسن بنرابح ومحمد خاتم وسمية الدغوغي صفة «كرون روبورطر» (كبير المحققين)، في حين لم تعين مديرة الأخبار بديلا لنائبها توفيق الدباب، الذي كان مسؤولا عن المجلات الإخبارية، قبل أن يلتحق ب«ميدي آن سات». وقد خلَت لائحة الترقيات والتعيينات الجديدة من العديد من الأسماء التي دخلت معها سيطايل في حالة تشنج وصدام أو حالة برود وجفاء، ويتعلق الأمر بفدوى الحساني، عبد الصمد بن شريف، سعيدة بن عائشة، إحسان بينبين، ثريا الصواف، فتيحة احباباز، نادية اليوبي، وجليلة بلفتان...
الصواف: «لهذه الأسباب فكرت في الاستقالة من مديرية الأخبار في دوزيم» عبرت الصحافية ثريا الصواف عن تشبثها بفكرة الاستقالة من مديرية الأخبار في القناة الثانية وأكدت أن الاستقالة لا تعني -حسب ما فهم البعض- الاستقالة من القناة الثانية. وقالت الصواف، في تصريح ل«المساء: «لا يمكن التفكير في الاستقالة من القناة الثانية، لأنها منحتني العديد من الأشياء، ففيها انطلق مساري المهني، الذي أعتبره إيجابيا للغاية، إلا أنني أقول إن هذا التجربة والتاريخ يجب أن يُستغَلا بشكل إيجابي». وأضافت الصواف في تصريحها: «على الرغم من أدائي وظيفتي على أحسن وجه وبكل احترافية وجده، فإنني أظن أنه تم وضعي في «البلاكار»، إذ أقوم بأعمال لا تنسجم مع إمكانياتي المهنية، إذ لا يتم استغلال موهبتي وقدراتي بالشكل الأمثل لخدمة القناة الثانية التي ارتبطتُ بها وجدانيا، وهذا التذمر لا يعنيني فقط، بل يعني العديد من الأسماء التي ساهمت في إشعاع القناة الثانية، لهذا أجد نفسي مضطرة لطرح السؤال: «أين هي الأسماء التي عرفت معها دوزيم سنوات التألق؟ أين فاطمة الوكيلي ومليكة مالك، اللتين يشهد لهما الجميع بكفاءتهما واحترافيتهما وغيرهما؟»... وختمت الصواف تصريحها بالتساؤل: «في نظرك، هل من الطبيعي أن نحد من إمكانيات صحافية قضت أكثر من عشرين سنة في خدمة دوزيم؟ إنني ما زلت قادرة العمل والعطاء والطموح أيضا»...