تواصل جريدة التجديد، لسان حال الجناح الدعوي للعدالة والتنمية، لعب دور خفي في تسميم العلاقات بين المغرب وبين بعض الدول الصديقة والتي تربطها بالمغرب علاقات وطيدة. وفي هذا الاطار خرجت علينا الجريدة في عددها ليوم الثلاثاء 5 مارس الجاري، دون باقي الصحف والجرائد المغربية الاخرى، بمقال تتحدث فيه عن تشكيك بعض المنظمات الحقوقية في نزاهة محاكمة 94 إرهابيا يتابعون بتهمة التآمر على النظام في الامارات العربية المتحدة.
الجريدة، وعبرها حزب العدالة والتنمية وذراعه الدعوي، استندت على أخبار منشورة على "التويتر" للقول بأن ما يقع بشان محاكمة هؤلاء يثير مخاوف حول شفافيتها ونزاهتها، وهي تريد من خلال ذلك إعطاء مشروعية لتباكيها على الارهابيين الذين تورطوا في أعمال تآمرية ضد النظام في الامارات.
دفاع الجريدة عن هؤلاء الارهابيين ينم عن تعاطف إخوان الحمداوي مع كل الاسلاميين الذين يتبعون نفس "ملّة" الاخوان المسلمين، وهو ما ظهر جليا من خلال نسج العلاقات مع مجموعة من الاحزاب والتنظيمات التابعة للاخوان المسلمين سواء في تونس او مصر او غزة والآن في في دول الخليج الصديقة للمغرب.
إنه واجب الاخوة الاممية الاخوانجية التي لا ترى في ضرب مصالح المغرب الاستراتيجية من مانع ما دام ذلك يخدم الأمة حسب الفهم الاخواني لأن الامة اوسع وأهم من الوطن..
نشر خبر التشكيك في نزاهة محاكمة الارهابيين بدولة الامارات وبالطريقة التي تم التعاطي معه يكشف أن الاخوان، الذين تعتبر التجديد لسان حالهم، لا يتوانون في ضرب علاقة الصداقة القوية بين المغرب والامارات وذلك من اجل التضامن مع ارهابيين كانت بلادنا قد اكتوت بنار إخوان لهم في الدارالبيضاء ومراكش ومكناس..
فهل هناك علاقة اقوى من علاقة الصداقة، بين المغرب ودولة مثل الامارات، لدى حزب العدالة والتنمية مع ارهابيين في الامارات...؟ سؤال لا بد ان يكون جوابه لدى محركي الاقلام في جريدة التجديد..
هناك الكثير من الاسئلة المتناسلة حول طبيعة الاهداف السياسية التي جعلت القائمين على جريدة التجديد، الذين ليسوا في نهاية المطاف سوى حزب العدالة الحاكم وجناحه الدعوي، يضحون بعلاقة متينة مع دولة صديقة..
ويمكن تلمس جانب من الجواب إذا علمنا أن بعض المختبئين داخل الحزب والحركة لهم علاقات وطيدة مع الارهابيين وهم يصرحون بذلك في المواقع الاجتماعية على النيت وفي كل مناسبة او تظاهرة للتضامن مع هؤلاء..
كما ان بعض الاسئلة تحتاج إلى جواب من طرف المعنيين بذات الحزب وحركتهم، وذلك بخصوص سرّية العلاقات التي تجري بين القاعدة وبعض الاطراف داخل حزب العدالة والتنمية، حيث أن المسمى المشتري مثلا، الموظف بالبرلمان المغربي، كان الوحيد الذي ذهب الى سوريا محملا ب 12 "كرطونة" من الدواء للمصابين، ولسنا ندري لأي المصابين قدمت الاعانة، إذ ان الجميع يعرف أن المصابين الذين يُتحدث عنهم ينتمون إلى القاعدة ويموّلون من مال بيت حمد بن خليفة آل ثاني امير دولة قطر..