لم يؤكد الجيش الفرنسي ما تداولته وسائل الإعلام الجزائرية عن مقتل عبد الحميد أبو زيد أحد أبرز قادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي مع 40 إسلاميا آخر في شمال مالي في عملية جوية للقوات الفرنسية.. وكانت قناة "النهار" التلفزيونية الخاصة ذكرت الخميس أن عبد الحميد أبو زيد قتل مع 40 إسلاميا في شمال مالي وتم توقيف ثلاثة مقاتلين إسلاميين من قبل القوات الفرنسية.
كما جاء على موقع القناة إن "القوات الفرنسية أوقفت ثلاثة إرهابيين قرب تيغارغار" في شمال مالي و"حسب مصادر أمنية فإن القوات الفرنسية اكتشفت جثث أربعين إرهابيا بينهم أبوزيد.
وأبوزيد الذي يقدم باعتباره أحد قادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بمنطقة الساحل، اسمه الحقيقي محمد غديري، وهو جزائري في الأربعين من العمر.
وكان ظهر لأول مرة في 2003 كمساعد عبد الرزاق "البارا" أهم مدبري خطف 32 سائحا أوروبيا في جنوبالجزائر في العام ذاته.
يقول الرهينة الفرنسي السابق بيار كامات الذي استعاد حريته في فبراير 2010 بعد 3 أشهر من الاختطاف في حديث سابق لمجلة "جون أفريك إن أبا زيد قصير القامة، ضعيف البنية، لحيته ضعيفة، في الخمسين من العمر"
ويقود عبد الحميد أبو زيد، اسمه الحقيقي أديب حمادو، الذي يوصف بالرجل القاسي والعنيف والمتعصب، الجناح الأكثر تطرفا في "القاعدة"، فجماعته كانت أول جماعة أعدمت رهينة هو البريطاني أدوين دير في يونيو 2009، وكانت عملية الإعدام هذه الأولى لأجنبي منذ اختطاف وقتل رهبان تبحرين في العام 1996 في الجزائر.
ويقول عنه أنيس رحماني مدير عام يومية "النهار" الجزائرية: "الرجل هذا شديد التطرف ولا يفاوض". ولد هذا الإسلامي الجزائري ، في الأربعين من العمر- في مدينة توغورت الصحراوية التي تبعد نحو 600 كلم عن العاصمة، وكان عضوا في "جبهة الإنقاذ الإسلامية"، هرب إلى الجبال الجزائرية في بداية تسعينات القرن الماضي والتحق بجماعة مختار بلمختار وانضم إلى "جماعة الدعوة والقتال" السلفية المسلحة.
وتعود أولى أعمال أبو زيد المسلحة إلى العام 2003 حين وجهت إليه وإلى عماري صايفي الملقب ب"عبد الرزاق أل بارا" اتهامات باختطاف مجموعة من السياح الأجانب، من ثم اتهم باختطاف نمساوي وزوجته في الجزائر في فبراير 2008 وأيضا سياح أوروبيين منهم أدوين دير، بمالي في العام 2009. كما أن الرهينة الفرنسي ميشال جيرمانو، الذي أعدم في يوليو 2010، كان في قبضته .
أصبح عبد الحميد أبو زيد زعيما من زعماء "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، حسب أنيس رحماني، بعد إلقاء القبض على عدد من مسؤولي التنظيم وإبعاد عدد أخر منهم عن مراكز القيادة. ويضيف الصحفي الجزائري المذكور: "لم يتلق أبو زيد، مثله مثل يحيى أبو الحمام، تعليما مهما، ولم يكن من الذين يحددون توجهات الحركة".
ولكن أبو زيد كان على اتصال مباشر مع قيادة التنظيم الأم وتحديدا مع المصري أيمن الظواهري، و"سعى إلى لفت انتباه قيادة التنظيم في باكستان، والتي اعتبرت القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تنظيما محليا غارقا في مشاغله الخاصة" حسب ما يرى جان بيار فيلي، مؤلف كتاب "الحياة التسع للقاعدة" في حديث مع مجلة "الاكسبريس" الفرنسية.