ذكرت صحيفة "القدس" أن "وحدة المعلومات السرية" التي كانت تتبع بشكل مباشر مكتب العقيد المغتال "معمر القذافي" تقول أن المخابرات الليبية ولعدة سنوات عملت على قدم وساق لتنفيذ عمليات تخريبية في "السعودية" كما حاولت عن طريق الكثير من العملاء والإرهابيين والمرتزقة، وضخ ملايين الدولارات لتنفيذ مخططات ضد المملكة.
وقد نشرت الصحيفة صورًا من وثائق تابعة ل"وحدة المعلومات السرية" ورد فيها اقتراح بالإستعانة بالقراصنة الصوماليين، واستخدام شركة صيد بحري ليبية، وكذا مقترح بإنشاء شركة بحرية أخرى على شواطئ الصومال للغرض نفسه.
وأضافت الصحيفة أن وكالة أنباء "الشرق الأوسط" قد كشفت عن اطلاعها على مئات المستندات المحفوظة لدى قيادات كتائب عسكرية في "طرابلس" وتمكنت من الحصول على صور للعشرات منها، وإجراء تحريات عن المعلومات الواردة فيها. ويبدو من صور المستندات أن العمليات الكثيرة التي حاولت مخابرات القذافي" القيام بها على مدى عدة سنوات، باءت بالفشل لأسباب كثيرة.
بالإضافة إلى أنشطة كثيرة أخرى حاولت فيها مخابرات "القذافي" استخدام جمعيات وصحف وقنوات تلفزيون وأنترنت، لاستهداف "السعودية". وتوجد مجموعات من صور الرسائل، بعضها يكشف العمل المنظم من جانب "القذافي" ضد "السعودية"، وبعضها يتحدث عن اختراق المخابرات الأمريكية لأكثر من عشرين ألف مكالمة لكبار رجال النظام الليبي السابق بما في ذلك مكالمات "القذافي" نفسه.
وأضافت الصحيفة، أن المجموعة الأولى من صور الرسائل تتحدث عن الدفع بمجموعات من المسلحين والمخربين إلى داخل "السعودية"، جرى تبادلها بين عملاء للنظام الليبي السابق في "اليمن" و"وحدة المعلومات السرية" في باب "العزيزية" في "طرابلس" الغرب في الفترة الممتدة من خريف عام 2009 حتى مطلع عام 2010.
وتتضمن صور هذه الرسائل أيضًا خطة تجنيد آلاف المرتزقة من المنتمين لحركة شباب المجاهدين، المرتبطة بتنظيم "القاعدة" في "الصومال"، وكذا تجنيد عناصر من تنظيم "القاعدة" في جزيرة العرب ومقره "اليمن".
وتذكر الرسائل أيضا أن الهدف من تجنيد هذه الآلاف هو سهولة التسلل عبر حدود المملكة من الجنوب والشمال في آن واحد لتنفيذ عمليات متزامنة في "الرياض" و"جدة" و"نجران" و"عسير" وغيرها. وتتحدث رسالة سرية تحت عنوان "استكمال العمل الميداني"، وردت إلى "وحدة المعلومات السرية" التي كان مكتبها يقع بجوار مكتب "القذافي" في "باب العزيزية" عن تفاصيل الترتيبات المطلوب استكمالها لتقويض الإستقرار في "السعودية".
ويقول نص الرسالة: "لكي يتم استكمال الإجراءات النهائية للمجموعات، التي يوجد جزء منها في ترتيباته النهائية، وتجهيز الباقي في المدة المتبقية، لكي تكون جاهزة لأداء مهامها:
1 الجبهة الشمالية الشرقية: وهي المجموعة العراقية الجاري الترتيب لتسريب أغلب عناصرها إلى الداخل، "وستكون مهمتها مقتصرة على الرياض".
وتقول الرسالة في البند الثاني: 2- الجبهة الشمالية الغربية: (جبهة الحجاز)، "محمد م" لديه مجموعات وخلايا داخل جدة بالإضافة إلى إمكانية مهاجمة بعض الأهداف الحيوية، وكذلك تقديم المعلومات.
3 الجبهة الجنوبية: مجموعة "ص. بن. ش." و"س. أبو. ل." و"ي. أبو.ش". وتكون انطلاقتها من الأراضي اليمنية أراضي قبيلة "و"، وستكون باتجاه "نجران" و"جيزان" و"عسير" وقد تتمكن من الوصول إلى "جدة". وكثير هذه القوة (6 آلاف مسلح) يوجد ونفي حالة جهوزية مع الرغبة في زيادة حجم القوة بإضافة سبعة آلاف مسلح بحيث تصبح في حدود 13 ألفًا.
وتتحدث الرسالة عمن تسميهم "الصوماليين المدربين على استخدام السلاح، وتتحدث أيضًا عن شركة بحرية ليبية تقول إنها يمكن أن تقوم بنقلهم من "الصومال" إلى السواحل اليمنية، ثم إدخالهم عن طريق "اليمن إلى الأراضي السعودية.
وتتناول الرسالة ذكر مجموعات أخرى من المقاتلين المرتزقة والإرهابيين، وتقول إنهم على أهبة الإستعداد والجاهزية ويمكن تسريبهم إلى داخل "السعودية" من أجل مهمة تنفيذ عمليات تخريبية فيها.
بالإضافة إلى المئات من الرسائل التي تكشف محاولات "القذافي" لتشكيل عناصر مسلحة في "اليمن" و"العراق" للقيام بأعمال تخريبية في "السعودية".
يذكر أن "القذافي" كان يستغل الفنانين أيضا في حربه على "السعودية" ومن بينهم المطربة التونسية الراحلة "ذكرى" التي سجلت أغنية خاصة للعقيد الليبي تسب فيها ملوك وأمراء "السعودية" وكانت السبب الحقيقي وراء إهدار دمها من طرف مفتي سعودي، ومن ثم تم إغتيالها في منزلها ب"القاهرة" رفقة زوجها "أيمن السويدي" ومدير أعماله وزوجته بعد 4 أيام من عودتها من "قطر".