في دراسة أجراها باحثون في جامعة كورنيل الأمريكية, شملت عينات واسعة من المتزوجين والعزاب, وتناولت العلاقة بين الأزواج وسعادة الإنسان, تبين أن الأشخاص المتزوجين هم أكثر سعادة من الآخرين, وأنهم يتمتعون بأعلى درجة من أحاسيس السعادة والرضا, حتى لو كانت زيجاتهم من الزيجات غير السعيدة, فإلى أي مدى قد تكون هذه الدراسة واقعية؟ الإنسان الأعزب يشعر بأنه يعيش لحظات من السعادة والهناء وهدوء البال والفكر, والإنسان المتزوج قد يشعر أيضا بالمشاعر نفسها, عندما يعيش بين أسرة يسودها الحب والوفاء, ولكن يحن هذا المتزوج إلى أيام العزوبية ليكون طليقا حرا, غير مرتبك بزوجة وأبناء ومصاريف المنزل؟ وهل الأعزب هو أسعد حالا من المتزوج؟ هذه الأسئلة وغيرها طرحناها على فئات مختلفة من الشباب والكبار فكان هذا التحقيق. "العزوبية مرحلة شاقة, ولا تحمل بين طياتها سوى شقاوة الشبان, وهي في كل الأحوال حالة مؤقتة, ومهما طالت لا تحقق سوى السعادة الزائفة". وجهة نظر يؤكدها محمد الودي (عازب), مشيرا إلى صحة الدراسة, ويقول: "هناك دراسات أخرى تقول إن الزواج يجلب السعادة, وفي الوقت نفسه يطيل العمر. من هذا المنطلق سأكون أسعد حالا إذا أكملت نصف ديني". السعادة في نظر أحمد تلمساني (تاجر) لا تكتمل من دون الزواج, يقول: "إن الزواج أفضل من العزوبية, لأنه أولا يشعر الإنسان بالاستقرار وتحمل المسؤولية, ويقلل من الملل, ولكن بشرط أن تكون سيجعله أسعد حالا, وسيحقق له الاستقرار إذا وجد الزوجة الصالحة. يضيف فحياة العزوبية تعني الحرية و الاستقلال, أما الزواج فهو المودة والرحمة والسعادة الحقيقية. الأعزب سيأتي عليه يوم ويطلق هذه الحياة يقول سمير حراث (إطار بنكي): "أشعر بالراحة في حياتي الزوجية, وإن لكل من الحياة الزوجية أو البقاء أعزبا, ولكن الحال لا يمكن أن يدوم بدون زواج, فلا بد أن يأتي يوم للأعزب يطلق حياة العزوبية ويتزوج ويكزن عائلة, وفي رأيي الحياة الزوجية أفضل بكثير من حياة العزوبية, وهذا لا يعني أن حياة العزوبية غير سعيدة, بل كانت من أسعد لحظات الحياة, التي عشتها, ولكن الآن الحياة الزوجية أفضل منها بكثير". الزواج بالنسبة إلى حسن خلوفي(موظف) لا يجلب السعادة فحسب, بل يطلا العمر لما يتضمنه من راحة نفسية و إحساس بالأمان. يقول: "عندما تزوجت وجدت نفسي أسعد حالا وأهدأ بالا, لهذا لم أشعر بالندم في يوم ما, كما لا لأحسد العزاب على حريتهم لأنها حرية بلا هدف أو معنى". أحب أن أكون مثل الطير الحر الذي يحلق في كل مكان لا يفكر محمد إبراهيمي في الزواج مطلقا, ويعتبر نفسه أفضل حالا من كثير من المتزوجين, لا سيما أن أغلبهم يحسده على الحرية, التي يرفل فيها دون قيد أو شرط, يقول: "أنا أفضل أن أكون حرا, أذهب إلى أي مكان بدون أن يسألني أحد أين تذهب, ومتى أتي, أحب أن أكون مثل الطيرالحر, الذي يحلق في كل مكان, ويذهب إلى أبعد الأماكن متى يشاء, ولا أحب التقييد أو المسألة من قبل زوجة كل همها خلق المشاكل وغيرها من الأمور الزوجية الأخرى, أحب أن أذهب إلى البر أو البحر مع الأصدقاء, ولا أحد يسألني عن أصدقائي من هم وأين يذهبون معيو كما قلت لكم أحب الحرية وأنا من مؤيدي العزوبية". الزواج يمنح الاستقرار والسعادة في حين يفضل حسن محتام (تقني) الحياة الزوجية, لأنها حياة استقرار وهدوء نفسي وتحمل المسؤولية وتكوين أسرة وأبناء, وأن الزواج لا بد منه, وكلما أبكر الإنسان في الزواج أفضل له, لأنه سيشعر بالسعادة وهو يتحمل المسؤولية الززوجية ومسؤولية الأبناء, يضيف: "كما أني أجد لي أصدقاء جددا, وهم أولادي, فأنا أفضل الحياة الزوجية على العزوبية لأنها أفضل بكثير من العزوبية, كما أنني أشعر بالسعادة وأنا في منزلي بين زوجتي و أبنائي, الذين هم كل شيء في حياتي, فأنا ملزم أن أوفر لهم كل متطلباتهمو كما أتابع دراستهم وألبي احتياجاتهم في كل المجالات. "ليس هناك من شك في أن الزواج الناجح يجلب السعادة, وهو في كل الأحوال أفضل من حياة العزوبية, التي تسعد الانسان فترة محددة م الزمن, ثم ينقلب السحر على الساحر". وجهة نظر تعززها غزلان كروح (طالبة جامعية), مضيفة أن سعادتها لا تكتمل إلا أذا وجدت الزوج الذي يفهمها وتفهمه. مسألة نسبية إن سيئات الزواج أكثر من حسناته, ولا يجلب الحد الأدنى من السعادة مثلما يدعي الباحثون". إجابة صريحة تعبر عن رأي بديعة م (ربة بيت), وتستطرد: "لا أود الحديث عن ندمي, لأنني لا أندم على ما فات, لكنني أحسد العزاب على سعادتهم الحقيقية وأهنئهم على قرارهم الحكيم, فهم على الأقل ينعمون بنوم هادئ وصباح خال من المشاكل". أما زينب ك (موظفة), فتقول: "إن السعادة مسألة نسبية لا تخضع لأي قانون, فإذا كان الزواج مصدرا أساسيا لسعادة البعض, هو أيضا يمكن أن يكون سببا لشقاء البعض الآخر". تضيف: "لا أتفق مع هؤلاء الباحثين, وأعتقد أن هذه الدراسة غير واقعية, كما يقول المثل المغربي "سول المجرب لا تسول الطبيب". فأنا لم أجد في الزواج أي ذرة من السعادة, فقررت الانفصال عن زوجي, الذي حول حياتي إلى جحيم". مبادئ يتفق عليها خبراء الحب والزواج - لا تستهيني بأهمية المجاملة أخبري زوجك. يوما بيوم. بما فعله من أجلك وأسعدك, فكثيرا ما نسرع بأخبار الآخرين عما لم يحسنوا فعله وعما أغضبنا منهم, وننسى أن نشكرهم عندما يفعلون أمرا يسعدنا, فاحرصي على التعبير عن فرحتك بالأشياء التي يقوم بها من أحلك. من أصغر الأمور حتى أكبرها. -استمعي أكثر وتكلمي أقل يشكل الإنصات ٪85 من التواصل بين البشر, في حين يشكل الحديث ٪15 منه. كلما استمعت إلى لآخر ازداد التواصل بينكما. وتحدثا أثناء السير دون اصطحاب الهاتف المحمول, أو اجلسا لمواجهة بعضكما البعض, ةاستمعي إليه وأنت تنظرين في عينيه. -تجاهلي المشاكل البسيطة لا بأس من تجاهل موضوعات بعينها, وعدم الرجوع إليها مرة أخرى, ولا نعني بذلك القضايا المهمة كما قد يظن البعض, ولكن الابتعاد عن الصغائر اليومية التي اتفق الأزواج الناجحون على تجاهلها, فبعض الأمور لا تستحق خلق عداوات فقط من أجل الفوز في كل جدل. -عاملي زوجك باحترام يرتبط أسعد الأزواج بعضهم ببعض برابطة الاحترام والمحبة والتعاطف, فهما يختاران الكلمات بعناية وبحرص, ويتفاديان السلوكيات التي تسمم العلاقة الزوجية مثل الانتقاد الدائم والعناد والاحتقار. عاملا بعضكما باحترام يقوي الترابط العاطفي بينكما. -لا تتخلي عن المحاولة جربي كل الأساليب الممكنة لإيجاد التوافق بينكما, تحلي بروح المغامرة والتجديد, وإذا لم تحبي أسلوبا ما لا تتركيه جانبا قبل أن تمنحيه فرصة ثانية. -استخدمي كلمات التعاطف قولي له عبارات مثل "أحبك", "أقدر لك هذا", "أحب أن أسمع رأيك في هذا الموضوع...", واستخدمي المزيد من كلمات التعاطف مثل "يبدو أنك تعاني من هذ الأمر", وسوف تتوصلان معا بكل صدق واحترام, وسيشعر زوجك بمحبتك الخالصة نحوه. -دعك من المساواة لا يجب أن ينقسم كل شيء بينكما 50/50 فعلى كل طرف أن يقوم بالعمل الذي يناسبه بشكل منصف, داخل إطار الأسرة حتى لو لم يحقق ذلك المساواة. فهذا هو الذي يصنع أسرة متحابة سعيدة, وهذا لا ينطبق فقط على إدارة شؤون المنزل, ولكن على كل جوانب العلاقة الزوجية. -الصحة والسعادة = الزواج أثبتت الدراسات العلمية المتعددة أن الرجال المتزوجين أسعد وأنجح وأكثر صحة من رفاقهم العزاب, ولكن كثيرا من المتزوجين لا يدركون هذه الحقيقة, ولا يدركون حسن الحظ الذي يتمتعون به, حين وجدوا رفيقة تشاركهم الحياة.