ألغت سفارة مصر بالرباط جميع الاحتفالات، التي كانت مقررة يوم غد الثلاثاء، بمناسبة حلول الذكرى الثانية لثورة ال25 من يناير، التي أطاحت بنظام الرئيس السابق حسني مبارك. وكانت سفارة مصر قد استدعت لهذا الاحتفال، الذي كان من المنتظر تنظيمه بإقامة السفير بالرباط، جميع المسؤولين السياسيين وكل الأحزاب السياسية المغربية قبل ان تعدل عن ذلك، بعد الاحداث التي شهدتها مصر والتي ذهب ضحيتها الكثير من المتظاهرين.
ويعدّ هذا الاجراء سابقة في مجال الدبلوماسية المصرية في عهد الرئيس مرسي، حيث يرى فيه بعض المحللين عنوانا لانشقاق محتمل وسط السلطة السياسية الجديدة، والتي بدأت أطواره الأولى من الرباط والتي ستمتد لا محالة إلى باقي التمثيليات المصرية بباقي العواصم العالمية.
ويستند المحللون في قولهم هذا إلى ما تشهده مصر من احداث عنيفة بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثانية للثورة، وخاصة بعد رفع المتظاهرين لشعارات تطالب بإسقاط الرئيس من قبيل "فوق يا مصري فوق واسقط النظام"، وهي شعارات شبيهة بتلك التي رفعها شباب الثورة في مواجهة نظام حسني مبارك..
كما ان ميل الملاحظين إلى هذا الاحتمال يسنده الرد العنيف الذي ووجهت به المظاهرات من طرف الشرطة والجيش، وكذا إعلان الرئيس مرسي لحالة الطوارئ في بعض المحافظات، وهي نفس الخطة التي انتهجها الرئيس المصري لمواجهة الشعب إبّان الغليان الذي سبق الاطاحة به.
وفي هذا الصدد يقول بعض المحللين أن قانون الطوارئ، الذي لجأ إليه مرسي، يفتقد الى قواعد المشروعية القانوينة وهو موروث من ميراث القوى الاستعمارية لتصفية المعارضة، وهو إعلان حرب على المجتمع المصرى بأكمله، وسيؤدى الى تأجيج الأوضاع، وفرضه بمدن القناة الثلاثة "بورسعيد" و"السويس" و"الاسماعيلية"، يشير الى أن هناك احتمال فرض الطوارئ فى باقى الجمهورية.
فهل سيكون حادث الرباط بداية لانشقاقات التمثيليات المصرية بباقي العواصم في ظل الاجواء المتوترة التي تعيشها المحروسة والتي ستعصف بنظام الاخوان المسلمين الذي بدأ المصريون يضيقون ذرعا من ممارساته الديكتاتورية؟..