أشاد محمد عبد الوهاب رفيقي، الملقب بأبي حفص، بجماعة العدل والإحسان وأثنى على مرشدها عبد السلام ياسين، وهو ما دفع الناطق الرسمي باسم الجماعة، فتح الله أرسلان، إلى الرد عليه بنوع من الاحترام والتقدير.
ويذكر أن أبي حفص ومنذ خروجه من السجن لم يتوانى في ابداء رأيه في عدد من المواضيع التي ترتبط عمليا بالسلفية الجهادية منهجا وأسلوبا في التدين وافتاءا في القضايا المطروحة في العالم الإسلامي.
وكانت إحدى خرجاته في تونس قد تبنت نقدا شديد اللهجة اتجاه السلفية الجهادية، على اختلاف نهجها ووزنها في قائمة الحركات الإسلامية، حيث نعت ابو حفص السلفية الجهادية بالتيار الفاسد والذي تمكن الربيع العربي من قتل.
كما انتقد بحدة منهج القاعدة الذي اعتبره وبالا على الأمة الاسلامية وسببا فيما تعيشه من قضايا، نتيجة تدخل الادارة الامريكية في اكثر من منطقة عربية، مجبرة اياها بتغيير مناهجها التربوية و دفعها للتصدي بكل حزم للتيارات الاسلامية.
وفيما يتعلق بالسلفية التقليدية، التي يمثلها محمد المغراوي بالمغرب، انتقد ابو حفص طريقتها في التدين واعتبره دخيلا ومخالفا لما هو معمول به في المغرب الذي يميل في اصله الى التصوف وهو بذلك يفرق بين التدين في المشرق والمغرب، ولم يخف الشيخ ابو حفص تبرأه من أفكار السلفية الجهادية مشيرا الى انه من بين أشد الناس بعدا من التكفير والتشدد.
ومن بين الافكار التي يعتبرها ابو حفص هدامة في التفكير السلفي احتكار ما سماه ب"الحق" الذي اعتبره من بين المشاكل التي تواجه العقل السلفي. ولم يفت ابو حفص في معرض انتقاداته للتيارات الاسلامية اعتبار تلك الحركات بمثابة خوارج تكفيرية تتبنى السلاح والعنف، وكانت من وراء ما يعرفه العالم الاسلامي من تصدع نتيجة احتكار الفكر الديني.
ولم يخف ابوحفص تدخل الدولة لمعاجلة موضوع السلفية الجهادية ان على المستوى الامني والاجتماعى والثقافي. معتبرا هذا التدخل مطلب للشعب والحكومة بهدف حفظ الأمن مؤكدا في السياق ذاته ان كثيرا من الشباب في الغالب ما ينقادون وراء الجهاديين بسبب الفقر وغياب الاندماج والثقافة، ولم يخف ابوحفص اشادته بالسياسات المغربية في المجال الاجتماعي والاقتصادي مشددا على استئصال الغلو والتطرف عبر نشر ثقافة الحوار خاصة وان التطرف في نظر ابي حفص تغذيه الامية والجهل ايضا.