قال لحسن الداودي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، أن عدد الطلبة في المغرب لا يتجاوز 500 ألف طالب معتبرا أن هذا العدد قليل مقارنة بعدد سكان المغرب الذي تجاوز 33 مليون نسمة.
وأضاف الداودي، في كلمة له أثناء افتتاح منتدى فاس نهاية الأسبوع الماضي، أن المغرب مضطر إلى الوصول لمليون طالب في غضون الخمس أو الست سنوات القادمة، مؤكدا أن حوالي 52 ألف طالب مغربي يتابعون دراستهم في الخارج بتكلفة تصل إلى 6.2 مليار درهم بالإضافة إلى كلفة النقل زد على ذلك الأموال التي تخرج من المغرب بدون قانون.
واضاف وزير التعليم العالي أن هناك العديد من الجامعات الدولية التي وافقت على فتح مؤسسات تابعة لها، وذكر في هذا الصدد "بولي تيكنيك" برشلونة من إسبانيا وكلية الطب مالقا، ومن فرنسا المدرسة المركزية بباريس، وكليات أخرى متخصصة في الهندسة واللوجستيك، ومن إيطاليا وألمانيا أيضا، و14 جامعة روسية وافقت على إحداث جامعة بالدارالبيضاء في كل التخصصات ومن كندا كذلك ، كما أن المغرب ينتظر رد كلية الطب من أوتاو.
وأوضح أن كل ذلك يتم لأجل جعل المغرب قطبا علميا وقاعدة للإنتاج، معترفا بالعجز في مجال التكوين حيث وصفه بالعجز الكبير وأعطى مثالا بالتقنيين، وقال إن المعدل في المغرب هو تقنيان لكل مهندس بينما المعدل العالمي ما بين خمسة وعشرة تقنيين لكل مهندس.
وأضاف الوزير أن هناك 18 في المائة من خريجي مدارس المهندسين وكلية الطب يهاجرون إلى الخارج، وأكد على أن يكون التكوين والبحث العلمي على رأس الأولويات، وقال إن ذلك ما سيتم التأكيد عليه في إطار اللجنة العليا الفرنسية المغربية التي ستجري هذا الأسبوع، وذكر أن البحث العلمي في المغرب مجزأ وليس هناك أي تنسيق بين المؤسسات.
وتحدث عن تجميع الجامعات موضحا أن مدينة الرباط ستكون لها جامعة واحدة وفي الدارالبيضاء كذلك، وأخبر مدينة فاس التي ستحتضن مشروعا في إطار الشراكة بين القطاعين الخاص والعام لتأسيس كلية طب الأسنان.
وأضاف أن المغرب لا مناص له عن الاستثمار في البحث العلمي، لأنه منخرط في العولمة وفي التجارة والحضارة العالميتين، موضحا في نفس الوقت أن الجامعات الدولية السالفة الذكر، قبلت المجيء إلى المغرب، ليس محبة فيه، وإنما لتحصين استثماراتها، من خلال تكوين أطر تتكلم لغاتها، لأن العديد من الدول لها مصالح اقتصادية، واستثمارات في المغرب، كإيطاليا وفرنساوكندا، وغيرها من الدول، التي هي في حاجة إلى أطر لمسايرة هذه الاستثمارات.
ودعا الداودي إلى الانفتاح على الثقافات الأخرى، مؤكدا بالمناسبة على انطلاقة وصفها بالجيدة بالنسبة للجامعة المغربية وللبحث العلمي، بالإضافة إلى توسيع العرض من أجل أن يجد كل طالب مقعدا يلائم توجيهاته ومعدلاته، وذكر أن هناك من الطلبة من حصل على 20/17 كمعدل للباكلوريا، لكنه لم يجد منفذا إلى كلية الطب أو معهد من معاهد المهندسين، واعتبر ذلك لا يليق ببلد له تطلعات مستقبلية كبيرة. وقال إن الهدف الأساسي هو تلبية الحاجيات على هذا المستوى، وطمأنة الآباء لأن كلفة الدراسة في الخارج مرتفعة ولهذا يجب الوصول إلى عرض يستجيب لمتطلبات الشباب المغربي.