هدم الإسلاميون المسلحون الذين يحتلون شمال مالي أضرحة إضافية تعود إلى اولياء صالحين الخميس في تمبكتو، عشية اجتماع دولي في باماكو حول تدخل عسكري في البلاد، الأمر الذي عارضه مئات المتظاهرين صباحا.
وقال شهود اتصلت بهم فرانس برس في تمبكتو (شمال غرب) ان الاسلاميين بدأوا بعد الظهر "بتدمير الاضرحة في كبارة"، الحي الواقع في جنوبالمدينة التاريخية في شمال مالي حيث سبق ان دمروا اضرحة مماثلة في يوليو.
واكد هذه المعلومة لفرانس برس شاهد آخر، مشيرا الى ان الاسلاميين "وصلوا الى الحي على متن ثلاث سيارات وكان بعضهم مسلحا".
وأشار الشاهد الاول الى ان الحي يضم ثلاثة اضرحة.
وقال "انهم يدمرون بواسطة المعاول وادوات اخرى الضريح الأول ويقولون انهم سيدمرون ايضا جميع الاضرحة".
وفي يوليو قام اسلاميو حركة انصار الدين الذين يسيطرون على تمبكتو منذ مارس بهدم سبعة اضرحة لأولياء من اصل 16 في تمبكتو وحطموا "الباب المقدس" لجامع ثم هدموا ضريحين في الجامع الكبير في هذه المدينة المصنفة ضمن قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، ما اثار استنكارا في مالي وفي الخارج.
ويسيطر انصار الدين والقاعدة في بلاد المغرب الاسلامي وحركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا على شمال مالي منذ اكثر من ستة اشهر ساعين لفرض الشريعة.
وأتت اعمال التدمير هذه عشية اجتماع دولي رفيع المستوى في باماكو يخصص لوضع اللمسات الاخيرة على استراتيجية اعادة السيطرة العسكرية على شمال مالي، التي تم الاتفاق عليها مبدئيا.
وفي اكتوبر اقر مجلس الامن الدولي قرارا يمهد لنشر قوة عسكرية دولية قوامها حوالى 3000 عنصر في مالي ويمنح المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا 45 يوما لتوضح خططها.
ويفترض ان تبدأ دول المجموعة المخولة وحدها ارسال قوات الى مالي بتقديم "خطوطها الاستراتيجية العريضة" استعدادا للتدخل الذي دعمته الاممالمتحدة والاتحاد الاوروبي والاتحاد الافريقي ودعمته لوجستيا دول على غرار فرنسا والولايات المتحدة بحسب مصادر دبلوماسية غربية.
ومن المشاركين في الاجتماع الرئيسة الجديدة لمفوضية الاتحاد الافريقي نكوسازانا دلاميني-زوما والمبعوث الخاص للأمم المتحدة الى الساحل رومانو برودي والرئيس النيجيري غودلاك جوناثان اضافة الى الرئيس المالي بالوكالة ديونكوندا تراوري.
وتأمل فرنسا في ان يتيح اللقاء "التقدم في التخطيط لتدخل افريقي في مالي" على ما اكدت خارجيتها الخميس.
وصباح الخميس لبى نحو الفي شخص دعوة ائتلاف مؤيد لمنفذي الانقلاب العسكري في مارس في مالي، ونفذوا مسيرة في باماكو تعبيرا عن دعم الجيش المالي واحتجاجا على ارسال قوة اجنبية الى مالي.
وهتف المتظاهرون "لا لمصادرة سيادتنا الوطنية" و"يعيش الجيش المالي" علما ان اغلبيتهم من انصار رجل الدين المالي المسلم محمدو ولد شيخ حمالله حيدرة.
ودعا نواب متحدرون من شمال مالي يزورون باريس الى تدخل عسكري "عاجل" الامر الذي طالب به نحو عشرة الاف متظاهر في باماكو قبل اسبوع.
ودعا رئيس جمعية نواب شمال مالي الحاج بابا حيدرة الى تدخل عسكري دولي "عاجل" ضد المجموعات الاسلامية المتشددة التي تسيطر على المنطقة "قبل ان يفوت الاوان"، مؤكدا ان الاسلاميين المتشددين سينجحون اذا ما تأخر هذا التدخل في جعل المجتمع في هذه المنطقة على شاكلتهم سواء "بالترهيب او بالاقناع او بالقوة او بالمال".
وقال لفرانس برس في باريس "لا بد من تدخل عاجل لقوات غربية. نحن نأمل ذلك ونتمناه ونريده"، محذرا من تأخر المجتمع الدولي في تلبية هذا النداء لان "الناس ينضمون الى صفوف الارهابيين".
وفي نيامي اتفق رئيس النيجر محمد يوسف ونظيره النيجيري غودلاك جوناثان على "ضرورة مساعدة مالي على استعادة وحدة اراضيها" ورحبا بقرار مجلس الامن الدولي الذي صدر في 12 تشرين الاول/اكتوبر واعتبرا انه "مرحلة مهمة من اجل تشكيل قوة عسكرية دولية قبل مساعدة مالي على استعادة المناطق المحتلة في شمال البلاد".
وفي كوناكري اكد وزير غينيا المكلف شؤون الدفاع عبد الكابيليه كامارا الخميس لفرانس برس ان غينيا مستعدة لان تعيد الى السلطات المالية اسلحة اشترتها من نظام الرئيس امادو توماني توري قبل الاطاحة به في مارس لا تزال محجوزة في غينيا. وتدارك "لكننا ما زلنا ننتظر الضوء الاخضر من المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا".