على هامش مهرجان العيطة الذي يقام كل سنة بمدينة آسفي، عرف في السنوات الأخيرة إستياء العديد من المهتمين والباحثين في فن العيطة الذي يعتبر موروثا ثقافياً و فنا أصيلا أرخ لمرحلة مهمة من تاريخ المغرب، اعتمادا على الكلمة المعبرة و الإيقاع. بحيث خلال الدورات السابقة وحتى الدورة السابعة عشرة نجد نفس السيناريوهات تتكرر.. وتحث شعار "لالة زينة وزادها نور الحمام" نجد مشاركة العديد من الفنانين الذين لا تربطهم صلة بفن العيطة وغياب أو تغييب تام إن صح التعبير للرواد والشيوخ الذين وهبوا حياتهم لهذا الفن، و منهم من ذهب الى دار البقاء مثل المرحوم عبد الرحمان مجرد الملقب ب "الترين"، ومنهم من هو على قيد الحياة كالفنان " الداهمو" و الشيخ "عمر بن هدي" وآخرون ممن عايشوا الشيوخ القدامى و نقلوا عنهم فن العيطة بكل صدق وحرفية. فكيف يعقل أن يطلق إسم "مهرجان العيطة" على مهرجان يستقبل كل سنة مجموعة من المطربين الذين يقدمون بعض الأغاني الشعبية أو كما كان يسميهم الشيخ الترين مالين "ميزان لكلب" في ضل غياب فن اسمه " العيطة "..اللهم بعض العيوط القليلة التي تقدم للجمهور المسفيوي المتعطش لفن العيطة. وفي خضم هذا الموضوع، صرح جواد مجرد إبن المرحوم الشيخ عبد الرحمان مجرد الملقب ب"الترين" وأحد المهتمين بفن العيطة بمنطقة جمعة اسحيم، على أن مهرجان العيطة بمدينة اسفي لم يعد كما كان سابقا، بحيث كان هذا الأخير يستقبل فقط رواد فن العيطة من قبيل الشيخ عويسى، وولد الصوبة، ومجموعة المرحوم مولاي عبد الرحمان الترين وآخرون، بل اصبح يقتصر على استقبال بعض المطربين الشعبيين الذين لا صلة لهم بالعيطة الحصباوية مع تغييب متعمد لشيوخ العيطة الحقيقيين. وأضاف قائلا، بأن مهرجان العيطة بآسفي والعيطة خصوصا أصبحت منتوجا مستهلكا وليست فنا يعتمد على الكلمات والمعاني التي تحاكي بعض المراحل التي مر منها المغرب إبان فترة الإستعمار وحتى بعد الإستعمار داخل جلسات أو ما يسمى ب "لقصاير" بين الشيوخ، والتي تعرف عزف وغناء العيوط فقط. وأردف قائلا بأن مهرجان العيطة حاليا أصبح يحتكره البعض ويسقبلون فيه مطربين من كل أنحاء المغرب على حساب أبناء مدينة آسفي والذين هم الشيوخ الذين لا يزالون يقدمون العيطة على أنها فن أصيل وموروث ثقافي وليس ما يتم تقديمه بالمهرجان من طرف بعض المحسوبين على فن العيطة.