في محاولة يائسة للتشبث بتنظيم القمة العربية على أراضيها، تخلت الجزائر عن دعم رجوع النظام السوري إلى حظيرة الجامعة العربية، بسبب رفض غالبية الدول العربية الصريح لذلك وخصوصا دول مجلس التعاون الخليجي. ففي أول مفترق طرق، خذل حكام الجزائر النظام السوري وتخلوا عنه و عن شعار القومية العربية، وفرض رجوع نظام بشار الأسد إلى الجامعة العربية. حكام الجزائر لا يهمهم سوى فقاعات البروباغاندا الصحفية، فهم يُسارعون لخلق الحدث دون الإكتراث إلى نتائجه، يهرولون وراء سراب هم فقط من يتوهمونه، يكذبون الكذبة و يصدقونها. شعارات رنانة هنا و هناك، جيوش من المغردين يغزون مواقع التواصل الإجتماعي، قفزات سياسية في بؤر التوثرات و تهليل دائم بنصرة المظلوم. فنظام الحكم في الجزائر مستعد من أجل مصلحته أن يصافح يد الشيطان، و ما أكثر من الأيادي التي صافحها في السر و العلن، نظام تتقلب مواقفه بتقلب أسعار الغاز في الأسواق الدولية و نظام لا تمثل له روابط الجوار و الدين و الأخوة سوى أقنعة يتقمص بها الأدوار كلما دعت الضرورة لذلك. الماسكون بزمام الحكم في الجزائر واعون كل الوعي أن السبب المباشر لفشل إنعقاد القمة العربية بالجزائر راجع إلى سياسة هذه الأخير العدائية تجاه المملكة المغربية و دعمها لمرتزقة البوليزاريو. فهل سيكون فشل تنظيم هذه القمة في الجزائر، بمثابة تحذير لها لإعادة النظر و الرجوع إلى الصواب، في سياساتها الخارجية عموما و مع المملكة المغربية خصوصا؟