ما تزال تداعيات رفض فرنسا منح التأشيرات لساكنة افريقيا وتحديدا "المغرب" تحيي العديد من التساؤلات حول شروط الحصول على هذا السمسم الثمين كما وصفته صحيفة "جون افريك". في الأشهر الأخيرة، كان هذا أحد الموضوعات التي أدت إلى توتر العلاقات بين فرنسا وشركائها في شمال إفريقيا، حيث أعلن المتحدث باسم الحكومة ، غبريال عتال ، في 28 سبتمبر 2021 ، أن السلطة التنفيذية الفرنسية "تنفذ تهديداتها" ، من خلال تقييد عدد التأشيرات الصادرة بشكل كبير ، بنسبة 50٪ تجاه الجزائر والمغرب ، و 30٪ ضد تونس قبل أن تقرر فرنسا إعادة إصدار "الفيزا" للتونسيين إلى "مستواه الطبيعي بعدما وافق قيس سعيد على إعادة مواطنيه اللاشرعيين ومغادرتهم الأراضي الفرنسية، لكن ما صدم المغاربة أن قرار فرنسا منح التأشيرات للتوانسة جاء مباشرة بعد استقبال قيس سعيد لابراهيم غالي وزيارة ماكرون لعبد المجيد تبون، وهو ما طرح اكثر من علامة استفهام حول الإتفاق أو المكيدة التي يحاول الرباعي تدبيرها للمغرب -بمباركة ماكرون- من خلال محاصرته نظرا لتألق الملك والمملكة المغربية على كافة الأصعدة في السنوات الأخيرة وهو الأمر الذي يثير قلقهم وامتعاضهم. استقبال قيس سعيد لزعيم الإنفصاليين "ابراهيم غالي" وحلول ايمانويل ماكرون بالجزائر عقبها مباشرة ومنح فرنسا تأشيراتها للتونسيين هي أحداث وقعت في مدة وجيزة، فهل ستكون زيارة ماكرون بداية صفحة جديدة بين المغرب وفرنسا وصفعة قوية للثلاثي-عبد المجيد تبون- قيس سعيد- ابراهيم غالي- خصوصا بعدما صرح ماكرون أنه سيقوم بزيارة مرتقبة إلى المغرب نهاية شهر أكتوبر المقبل خلال تواجده بمهرجان "Touquet Music Beach Festival"، ليبقى السؤال الأبرز هنا"ما موقف المملكة المغربية من قدوم ماكرون على أراضيها خصوصا بعد فصوله الناقصة وكيف سيتعامل معه الملك محمد السادس بعدما كانت مواقفه رمادية من قضية الصحراء المغربية، وفي ظل الأزمة الصامتة التي طفت على السطح ولم تعد خافية على احد بين باريس والرباط.