بعد غياب إضطراري لسنتين متتاليتين، بسبب جائحة كورونا، وبعد أن حال الحجر الصحي المعمم بالمملكة، دون الإحتفال بعالمية الفن الكناوي في حينه، بعد الإعتراف العالمي بتسجيل موسيقى كناوة ضمن التراث الإنساني اللامادي من طرف منظمة اليونيسكو سنة 2019….، عاد مهرجان كناوة، ليجدد الوصال مع عشاقه من مختلف بقاع العالم، على أرض الفن والفنون، والتعايش والسلام، أرض مدينة الرياح موكادور، في حلة جديدة، حيث ستجوب قافلة مهرجان كناوة، مدن عدة، إنطلاقا من مدينة الصويرة، عبر ثلاث محطات، بكل من مراكش والدار البيضاء ثم العاصمة الرباط. إفتتاح مهرجان كناوة في حلته الجديدة هذه، إنطلاقا من مساء هذا اليوم الجمعة 06 يونيو 2022، إلى غاية يوم غد السبت بالصويرة، سيُستهل بآستعراض/مسيرة لفرق كناوية، إنطلاقا من رواق باب مراكش، وصولا إلى ساحة مولاي الحسن، والتي ستشهد منصتها، حفلا فنيا لكل من فرق : "المعلم عبد السلام عليكان وطيور كناوة"، ثم بعده حفل مشترك للمعلم المذكور، مع الثلاثي فيوفاركا توري وعزيز أزوس، ثم "حفل المعلم عبد الله أخراز"، و"حفل مشترك للمعلم سعيد بولحيمص، مع جمال الدين تاكوما"، فيما سيشهد فضاء "دار الصويري"، في نفس الليلة، حفلين فنيين، لكل من المعلميين نجيب السوداني، وعبد المالك القادري، مشترك بين الفنانين ستيفان إدوارد ونسيم جلال، ثم محمد درويش، قبل أن يشهد يوم غد السبت 04 يونيو 2022 حفلا بساحة مولاي الحسن، لكل من المعلمين حسام غينيا، رفقة الفنانين فاما مباي ونسيم جلال، وستيفان إدوارد، وعزيز أزوس، ثم هايلي سوبريم، ثم بعده حفل للمعلم نجيب السوداني، وللمعلم لحسن المهايدي، ثم حفل مشترك، يجمع كل من المعلم محمد بومزوغ وهند النعيرة، ثم يايا واتارا، فيما فضاء دار الصويري، سيشهد حفلا لكل من المعلم سعيد البوركي، وعيساوة الصويرة، ثم المختار غانيا، وكناوة سول. هذا، وفي تصريح صريح وتوضيحي، لمنابر إعلامية وطنية، وضعت نائلة التازي، مديرة ومنتجة مهرجان كناوة موسيقى العالم، النقط على الحروف بخصوص المهرجان ومستقبله، وحيثيات تنظيم جولة هذه السنة، والتي تنطلق مثلما أسلفنا الذكر، من الصويرة هذا اليوم الجمعة، لتجوب أربع مدن مغربية، هي على التوالي، الصويرة، ومراكش، والدار البيضاء، ثم الرباط، حيث سيتم الختم يوم 23 يونيو، بمجموع حفلات يصل إلى 30 حفلا موسيقيا، وبمشاركة 150 فنانا…، ففي سياق جولة هذه السنة، والتي اعتبرتها نائلة التازي محطة انتقالية، في انتظار الإعداد الجيد للدورة المقبلة العادية، الدورة 23 والتي ستنظم في صيف السنة المقبلة 2023 ، أوضحت أن تنظيم جولة هذه السنة، يأتي في سياق واقع تداعيات جائحة كورونا، وتوقيت فتح الحدود والترخيص بتنظيم المهرجانات، وهو ما أثر على إمكانيات التنسيق مع المستشهرين والمدعمين والفنانين العالميين، والذين كانوا كلهم تحت ضغط وتأثير الجائحة، وصعوبة تدبير الأجندات والالتزامات بعد انطلاق الأنشطة، مؤكدة أن التهييء لجولة هذه السنة، تم في وقت قياسي لم يتجاوز 3 أشهر، في الوقت الذي يتطلب الأمر سنة كاملة من الإعداد بالنسبة لدورة عادية للمهرجان….، وفي إطار المعطيات المرتبطة بالجانب المالي وميزانية المهرجان، وقفت نائلة التازي على الصعوبات المالية التي بات يعرفها تنظيم المهرجان العالمي، مشيرة أن جولة هذه السنة تتطلب وفق أقل تقدير 11 مليون درهما، وجدت إدارة المهرجان صعوبة في توفيرها، والتحكم في توازنات وميزانية التنظيم..، كما أشارت أن دورة عادية تتطلب ميزانية تصل إلى 15 مليون درهما كحد أدنى، و20 مليون درهما كميزانية مريحة تساير وتناسب عالمية الحدث، ومستوى المنافسة في المجال….، وارتباطا بذات الوضع، دعت نائلة التازي، إلى مأسسة المهرجان مستقبلا، من أجل تفادي الإعتماد على شخص ما لتحمل كل التبعات…، لتختتم نائلة التازي توضيحاتها وتصريحها، بالأمل المفتوح على المستقبل والتفاؤل بتنظيم الدورة 23 في صيف السنة المقبلة، وهو الموعد والتفاؤل والأمل المشروط بالانخراط الفعلي في تمويل المهرجان، من قبل مؤسسات القطاع العمومي والقطاع الخاص….، وفي رمزية للتحدي الذي بات يُطْرٓح على مستقبل مهرجان كناوة وموسيقى العالم، استشهدت نائلة التازي بمقولة شهيرة للفيلسوف الايطالي أنطونو كرامشي : " القيام بمعركة ثقافية…، يعني ربح معركة سياسية..".