على غرار الدورات الماضية، شهدت الدورة العشرون من مهرجان الصويرة لموسيقى كناوة وموسيقى العالم إقبالا جماهيريا لافتا، واكبَ افتتاح الدورة الذي نشّطته عدد من المجموعات الفلكلورية المغربية، وتواصل مع سهرات اليوم الأول من المهرجان في ساحة مولاي الحسن. وانطلق الافتتاح الرسمي لمهرجان الصويرة لموسيقى كناوة، الذي انطلقت أولى دوراته سنة 1998، حوالي الساعة السابعة مساء، بحضور أندريه أزولاي، ومحمد الأعرج، وزير الثقافة، ومحمد ساجد، وزير السياحة، بعروض للفرق الفلكورية التي أثثت حفل الافتتاح. ويمّم الجمهور شطر ساحة مولاي الحسن، التي احتضنت منصتها الحفل الأول الذي أحياه المعلم سعيد ومحمد كويو، رفقة الفنان البرازيلي كارلينوس براون. واستطاع هذا الثنائي أن يشدّ الجمهور إلى غاية نهاية الحفل، حيث تم مزج الإيقاعات الكناوية والبرازيلية. نائلة التازي العبدي، منتجة مهرجان كناوة وموسيقى العالم، قالت، في كلمة بالمناسبة، إن المهرجان الذي تحتضنه مدينة الرياح منذ عشرين سنة، "أصبح مصدر فخر للمغرب وللمغاربة"، مضيفة أن المهرجان "شاهد على مغرب يتحوّل، وينصت إلى الشباب، ويتحرر من الطابوهات". ومنذ صباح اليوم الخميس، وفد آلاف عشاق موسيقى كناوة على مدينة الصويرة، خاصة الشباب، حاملين معهم آلات موسيقية وأمتعتهم على ظهورهم، استعدادا لقضاء الليل في الشارع، في ظل امتلاء فنادق المدينة، والصعود الصاروخي لأسعار استئجار الشقق. ويشكل مهرجان الصويرة بموسيقى كناوة مناسبة للتلاقح الثقافي، إذ تستقبل الصويرة خلال أيام المهرجان آلاف الناس من جنسيات وديانات مختلفة، يتعايشون في جو من الوئام، تحت يافطة موسيقى كناوة، التي تربط المغرب بجذوره الإفريقية. نائلة التازي قالت إنّ مهرجان الصويرة لموسيقى كناوة وموسيقى العالم لم يجعل من مدينة الرياح فضاء للسلام والمحبة فقط، بل كان له أثر كبير على مستوى التنمية التي تشهدها، مضيفة أن الثقافة تُعدّ رافعة قوية للتنمية وخلق مناصب الشغل. ويعود مهرجان الصويرة لموسيقى كناوة وموسيقى العالم هذه السنة، وقد فقدت الموسيقى الكناوية عددا من "المْعلمين" الكبار، الذين بصموا الساحة الفنية خلال سنوات طويلة. وفي هذا الإطار، قالت التازي إنه جرى نشر أول أنطولوجيا لموسيقى كناوة، لصون هذا التراث. كما تقدمت إدارة المهرجان بطلب إلى وزارة الثقافة لتسجيل كناوة ضمن الإرث العالمي لليونسكو. وتتواصل فعاليات الدورة العشرين لموسيقى كناوة وموسيقى العالم بالصويرة، اليوم الجمعة، بحفلات تحيي أولاها المغنية هندي زهرة في منصة باب مراكش، إضافة إلى عروض مشتركة بين عدد من معلمي الموسيقى الكناوية، في مختلف المنصات التي تقام عليها حفلات المهرجان المستمر إلى غاية فاتح يوليوز.