صفوف طويلة تنتظر، بعضهم من داخل مدينة طنجة والبعض الاخر قادم من مدن بعيدة املا في الفحص، دون الإنتظار لمدة طويلة، لكن الصدمة الحقيقة واجهتهم حين مطالبتهم من طرف العاملين بالمصلحة بأخذ ورقة المواعيد التي تصل لشهور طويلة. مستشفى القرطبي بطنجة، داخله يصطف كل يوم عشرات المرضى في طابور بشكل غير منتظم. من بينهم نساء ورجال كبار السن ينتظرون دورهم، في قاعة يعمها ضجيج واكتظاظ المرضى اللذين تبدو عليهم مشاهد العياء، الألم، الحزن والإحباط بسبب طول انتظارهم، حيث تكشف تعابير وتقاسيم وجوههم كل هذه الأحاسيس دونما حاجة إلى الكلام، فلا ديكور في المكان، ولا نظافة ولا عناية، طلاء قديم أكل عليه الدهر وشرب، ضجيج ومكان متزاحم.. تلك هي النظرة الأولى. هناك _بالمستشفى_ يشكو العديد من المراجعين له خاصة بقسم العيون، من طوابير المرضى أمام هذه المصلحة ومصالح أخرى حيث يؤكد هؤلاء ان هذه الطوابير تتخللها إزدحامات وملاسنات بين المراجعين والموظفين قد تنتهي بالصراخ والتوسل والبكاء وصياح الأطفال، هذا ناهيك عن الإحتياطات الإحترازية المنعدمة تقريبا بسبب الإزدحام والملامسات وعدم وضع بعض الممرضين الكمامة بشكل صحيح. وأكد العديد من المرضى، أن هناك طبيبين للعيون يشتغلان في المستشفى فقط، مشيرين إلى أن ذلك العدد غير كاف مقارنة بعدد المرضى، مما يخلق ازدحاما وسوء تقديم الخدمة لهم. وأشار ذات المتحدثون إلى أن النقص الحاد في عدد الأطباء، يجبر الكثير من المرضى على الذهاب لأطباء في القطاع الخاص، مما يزيد ذلك من كلفة العلاج، لاسيما في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى يعاني منها الساكنة في زمن كورونا. وطالب المواطنون من وزارة الصحة، بضرورة العمل على تعزيز الأطر الصحية بالمستشفى خاصة على مستوى أطباء الإختصاص، لكي يتمكن المريض من الحصول على الخدمة المثلى ويأخذ حقه في العلاج. وما يزيد الطين بلة بالمستشفى هو أن الكل مضطر كغيره إلى تدوين اسمه وحالته ودفع رسوم الإستشفاء، ثم الانتظار لمدة غير محددة لرؤية الطبيب بقسم العيون تحت عنوان "انتظر دورك ولا يهم وضعك الصحي مهما فاقت خطورة إصابتك وحدة مرضك"، هي قوانين تسري على الجميع فالرقم الذي يمنح لك هو من يحدد وقت كشفك أو إسعافك. ويشير المراجعون إلى وجود قلة في الاطباء خاصة بقسم الإسعاف والطوارئ الأمر الذي لا يلبي حاجة المرضى في المدينة، وخصوصا أن المستشفى يشهد اقبالا شديدا من المرضى من سكان الجهة. ورأى المواطنون أنَّ الانتظار، لم يعد مشكلة تقع صدفة، بل باتت ظاهرة، والذريعة هي ندرة الأطباء، متسائلين لماذا لا تعالج مشكلة نقص الأطباء لتيسير مهمة أطر المستشفى من جانب، وعلى المرضى الذين يقصدون قسم العيون من جانب آخر، فكيف سيكون حال الطبيب إذا ما وصلت إلى القسم أكثر من حالة تعاني من تعفن أو احمرار على مستوى العين، وهل سينتظر المريض فقدان عينه لنقول قضاء وقدر؟. طارئة أو عاجلة بسبب حادث أو ماشابه، فما هو العمل في هذه الحالة؟ وكيف سيتم التعامل معها؟ ومن سيكون له الأولوية؟ لذا لابد من دراسة الظاهرة، وبحث الحلول لها من قبل القائمين عليها، أو رصد مقترحات المواطنين وتنفيذ ما يمكن تنفيذه، للخروج من هذه الدائرة.