بمشاركة عضو الاكاديمية الملكية للتاريخ الاسباني، المؤرخ" فيكتور موراليس ليزكانو" وابن جنسيته المدير المشارك لمرصد الامن الدولي باسبانيا الاستاذ "جوزي مريا جيل" في موضوع قصف الجيش الاحتلال للمقاومة المغربية بالغازات السامة في الريف العظيم، بعدما كبد المجاهد "عبد الكريم الخطابي" القوات الاسبانية خسارة 13 ألف جندي في معركة انوال الشهيرة،حيث تطرقت حلقة برنامج "ضد المحظور" ليومه السبت الرابع من يوليوز الجاري، بحضور كل من الاستاذة "نبيلة منيب" الامينة العامة لحزب الاشتراكي الموحد، والاستاذ فيصل اوسار بصفته ناشطا حقوقيا، وكذا الاستاذ "محمد زيان" الامين العام للحزب المغربي الحر ، والدكتور عبد الرحيم لحويط تخصص الانبعاثات الغازية والبيئية والهندسة المدنية بكندا،ومن استضافة الاعلامي والاستاذ الكبير "الكارح ابو سالم" على المباشر عبر الصفحة الرسمية لقناة "كاب 24 تيفي" في لقاء مهم حول موضوع انتشار مرض السرطان بالريف وارتباطه بالغازات السامة المستعملة في الحرب ضد المقاومة في شمال المغرب.. حيث افتتحت الزميلة المتألقة "انصاف الحموتي" الحلقة بروبورتاج تطرقت خلاله الى حقيقة قصف الريف بالخرذل المسموم، مستدلة بمذكرات طيار اسباني وأبحاث عالم بريطاني وكذا بمفكر عربي،توحدت خلالها الرؤى حول امطار جيش الاحتلال آن ذلك بوابل من القنابل والاسلحة المحظورة دوليا بطريقة همجية استهدفت الاماكن المكتظة بالسكان،والتي لازالت تداعياتها تتمظهر اساسا في تفشي داء السرطان القاتل وسط أجساد أهالي وقبائل الريف المغربي .. اذا توقف الاساتذة الكرام دقيقة صمت ترحما على شهداء الوطن قبل انطلاقة الاستاذ زيان في تعريف حرب الريف ومحاولة المقاوم عبد الكريم الخطابي منع التوغل الاسباني للسيطرة على المنطقة بمساعدة فرنسا، فيم تحدث الاستاذ فيصل اوسار بعد القاء التحية باللغة الامازيغية عن الكاتبة الاسبانية"ماريا روزا" جوابا على سؤال مقدم البرنامج، والتي كانت تعيش مع المناضل عبد الكريم الخطابي وتكتب ما عايشته من أحداث،ويوضح الناشط الحقوقي الريفي ان المقاومة ضد الاحتلال بدأت في عهد المقاوم الشريف امزيان سنة 1908,مضيفا انه لايمكن نفي او انكار العلاقة السببية بين معركة انوال ومرض السرطان في الشمال والريف.. بينما قال الاستاذ الباحث عبد الرحيم لخويط،انه لفك لغز جريمة الغازات السامة يجب التعريج على علم التسمم وهو والقيام بدراسات بالكم والكيف لاي منتوج يمكن استهلاكه او استنشاقه او التعرض له، مؤكدا انه علم لايعترف بالفرضيات، ضاربا المثال بشركة بيتروكميائية في مدينة"ميراماطا"اليابانية والتي كانت تتخلص من نفاياتها المتكونة من الزئبق في بحيرة مائية،ويضيف ان الشركة تأسست سنة 1907,وبدأت الاشتغال عام 1932، وظهر مرض غريب في موسم 1949,حيث أطلق العلماء عليه اسم "ميراماطا" نسبة الى المدينة التي ظهر بها،إذ اصيب في بادئ الامر الصيادون،وانتشر المرض، وبعد القيام بعدة تجارب على القطط تبين ان هناك كمية زائدة من الزئبق في كبدها،حيث تم تحديد وزن 400 طن من النفايات الملقاة في الطبيعة من طرف الشركة ووصلت المأساة آن ذاك الى 900 حالة وفاة والى 13 ألف مصاب بالمرض، واستمر النزاع اما المحاكم الى غاية سنة 2004, حيث أقر القضاء بضرورة انصاف المتضررين وتعويضهم، حيث استمر البحث الى مايقارب 70 سنة لفك لغز هذه الجريمة البيئية والانسانية، مؤكدا انه من الصعب جدا ايجاد علاقة سببية علمية مباشرة بين معركة انوال ومرض السرطان المنتشر في الريف وشمال المغرب .. وعندما تسلمت الاستاذة نبيلة منيب الكلمة بعد تأديتها الشكر والتحية قائلة ان الموضوع في بالغ الاهمية، مؤكدة ان المقاومة في الريف تعتبر من الماضي المجيد لكفاح الشعب المغربي، مضيفة ان هناك وثائق تاريخية تتبث استعمال الجنرال "بيتان" للغازات السامة بطريقة همجية مايكون جريمة حرب ضد الانسانية،موضحة انه منذ تحرر المغرب لم نقف لقراءة تاريخنا والمصالحة معه،مسترسلة ان الستار رفع عن جرائم الحرب، مستدلة باعتذار ملك دولة بلجيكا على الجرائم المهولة التي ارتكبتها بلاده في حق المستعمرات خاصة الكونغو، وتقول انه بعد معركة انوال وخلق جمهورية الريف وبالرجوع الى الارشيف الاسباني نجد مراسلة للمقاومة عبد الكريم الخطابي موجهة الى سلطان المغرب في ذاك الوقت، يقول فيها انهم بدأو في تحرير الشمال مطالبا بتحرير الجنوب،اذ لا يمكن للريف المحرر ان ينضم الى المغرب وهو لازال قابعا تحت الحماية الاستعمارية، لذلك قرر الابقاء على الجمهورية الريفية بعلمها ورايتها وليس انفصالا كما يتم تداوله من طرف البعض، مضيفة ان تقارير وتوصيات هيئة الانصاف والمصالحة لم تخرج الى الوجود ولم يتم العمل بها، معرجة على حراك الريف الاخير واصفة المحاكمات بالبعيدة عن شروط المحاكمة العادلة،متحدثة عن انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان في حق شباب الحراك، وتضيف الاستاذة نبيلة منيب انه وجب القيام بمراجعة لملف جرائم الحرب في الريف حتى يتم التمكن من معالجة آثارها الكبيرة، مؤكدة ان العلم سيثبت بم لايدع مجالا للشك ان الغازات السامة المستعملة مسرطنة، وهي بالفعل سبب ظهور العديد من حالات امراض السرطان،داعية الدولة الى جمع المعطيات الكافية والمتعلقة بهذا الموضوع والاستعانة بالباحثين كبلد يحترم نفسه ويسعى الى بناء دولة الحق والقانون.. وفي شهادة الاسباني المدير المشارك لمرصد الامن الدولي بترجمة الاستاذ يحيى الصحافي والاذاعي المغربي بإسبانيا،حيث تحدث عن الحرب بين اسبانيا وشمال المغرب من شقها التاريخي، قائلا انه تم استعمال اسلحة كميائية في تلك المعركة وان هناك اعمالا ادبية حول هذا الموضوع،مشيرا الى ان هذه الاسلحة تم جلبها من فرنساوألمانيا،مؤكدا انه من الصعب ان تعترف او تعتذر اسبانياوفرنسا للمغرب خاصة وانها كانت تعرف انها محظورة دوليا،مضيفا ان العلاقة حاليا بين البلدين جيدة من حيث التعاون الامني،مؤكدا ان اسبانيا خرحت من معركة انوال مهزومة ومن الصعب ان تعترف للمغرب.. بينما قال الاستاذ زيان معلقا على مداخلة "جوزي مريا" حينما قال انه من الصعب ان يصدق ان اسبانيا تتوفر على الكفاءة والتركيبة لصناعة واستعمال الغازات الكيماوية سنة 1925, حيث قال زيان ان اسبانيا كانت ضعيفة جدا في ذلك الوقت تزامنا مع الحروب التي خاضتها ضد مستعمراتها في أمريكا اللاتينية،اضافة الى خسارة 13 ألف جندي في معركة انوال بقيادة عبد الكريم الخطابي، موضحا ان هناك مراسلة اسبانية موجهة للمستعمر الفرنسي تقول انه للانتصار على المقاومة في الريف وجب استعمال اسلحة قوية والا فإنها ستخسر الحرب وسيتحرر المغرب،وطالب زيان الباحثين والمؤرخين في المغرب بالكشف عن الحقيقة التاريخية لهذا الملف.. بينما قال الحقوقي فيصل اوسار ان ملف الغازات السامة بريف المغرب لم يكن وليد اليوم،معتبرا ان هذا الموضوع لازال طابوها، مطالبا الدولة المغربية بتخصيص لجان علمية متكونة من خبراء مغاربة واجانب للقيام بدراسة معمقة لهذه القضية، مضيفا انه سبق وتوجه نحو اسبانيا للبحث في هذا الموضوع،فوجد حصارا مضروبا على المعلومة،قائلا ان الاحزاب السياسية المغربية لم تقم بأي مبادرات،وطرح التساؤل لماذا الدولة لم تنخرط ايجابا في هذه المسألة.؟؟!! حيث طالب الاستاذ الباحث عبد الرحيم دولة اسبانيا بالمصالحة مع نفسها بعد استعمالها للمواد الممنوعة في مواجهة المقاومة في الريف والتي تسببت في وفاة حتى جنودها،مضيفا انه سبق وتم استعمال الغاز في بلجيكا من طرف ألمانيا سنة 1917,وادى ذلك الى 500 حالة وفاة، اذ تدخل بعد ذلك عضو الاكاديمية الملكية للتاريخ الاسباني في كلمة له ترجمها الاذاعي الاستاذ يحيى، ان بعض الجمعيات الحقوقية تطالب اسبانيا بالاعتذار، مؤكدا انه قرأ على استعمال هذه الغازات الممنوعة دوليا بعد الحرب العالمية منذ مايقارب 25 سنة، قائلا انه تم إلقاء القنابل ابان حرب الريف بواسطة طائرات على قبائل"بني ورياغل"،معترفا تاريخيا ان هذه الحقيقة موجودة وواقع،داعيا الى قراءة مؤلفاته كمؤرخ وأديب،فيما عاد الاستاذ لخويط للقول انه يجب نقل المعركة الى داخل اسبانيا داعيا الى الاهتمام بالبحوث العلمية والبحث عن دليل علمي لمواجهتها به. وفي ختام هذه الحلقة طالب الناشط الحقوقي اوسار بضرورة اطلاق سراح معتقلي حراك الريف،مطالبا باعتذار رسمي من اسبانيا والمانيا وفرنسا على ماوقع من جرائم في حق الريف، فيما تحدث الاستاذ زيان عن عدم شكه في تقارير منظمة العفو الدولة حول الصراع الدائر بينها وبين الحكومة المغربية بخصوص التجسس على الصحفي عمر الراضي، بينما ختمت الاستاذة نبيلة منيب كون الشعب المغربي يتوفر على طاقات،وان الدول لاتعترف الا اذا وجدت امامها دولا قوية،مؤكدة انه يجب على الدولة المغربية ان تطالب بالكشف عن الحقيقة الكاملة واخراج هذا الملف من الظلمات الى النور.