يبدو أن تصريحات رجب طيب أردوغان بشأن تدخل بلاده العسكري في ليبيا، جلبت المتاعب للقيادة الجزائرية، إذ أشارت مصادر اعلامية أجنبية ان جنرالات المؤسسة العسكرية للجيش الجزائري تعقد إجتماعاتها كل يوم تقريبا منذ إعلان أنقرة عن عزمها للتدخل العسكري في ليبيا لصالح حكومة طرابلس المعترف بها دوليا، هذا التدخل يخيف الحكومة الجزائرية التي كانت لها علاقة مضطربة ومشبوهة مع أردوغان على مدى السنوات القليلة الماضية وأخذت هذه العلاقة تتدهور بشكل تدريجي وخطير خاصة بعدما بعث أردوغان رسالة واضحة ودقيقة الأسبوع الماضي عبر السفير التركي في الجزائر الذي التقى سرا وزير الخارجية الجزائري الحالي صبري بوقادوم. صبري بوقادوم نقل هذه الرسالة بسرعة من الرئيس التركي إلى الحكومة الجزائرية ومسؤولو الجيش الجزائري حسب نفس المصادر استنكروا النبرة العسكرية والتهديدية لهذه الرسالة، وبدأوا في عقد عدد من اللقاءات ولم يردوا على أردوغان ويتوقع أن يظلوا محايدين في هذه الحرب التي تمس بالعمق الاستراتيجي للجزائر. أردوغان احتج بشدة على الموقف الجزائري الرسمي الذي يدعي رفضه لأي تدخل أجنبي في ليبيا، مذكرا الجزائر بأن الحكومة الشرعية في طرابلس هي التي طلبت منه رسميا المساعدة في مواجهة انقلاب الجنرال المتمرد خليفة حفتر المدعوم من تيار الثورات المضادة للربيع العربي. وأوضح أردوغان للجزائر أنه لا يمكن لأحد أن يشكك في شرعية تدخله لأن السلطات الليبية المعترف بها من قبل الأممالمتحدة قد طلبت الدعم العسكري التركي وبلهجة صارمة، ذهب أردوغان إلى حد بعيد للمطالبة بتوضيحات من الزعماء الجزائريين بشأن تقاربهم من خليفة حفتر منذ سقوط بوتفليقة. ويبدو أن تداعيات التدخل العسكري التركي في ليبيا ستكون لها ارتدادت وعواقب سياسية قوية على المدى الطويل ليس في ليبيا فقط بل في عموم المنطقة المغاربية وفي منطقة المتوسط ،خاصة وأن الملف الليبي تداخلت فيه عدة قوى دولية وإقليمية جعلت من ليبيا أرضا ومسرحا لتصفية الحسابات المؤجلةو المتشابكة على أكثر من صعيد.