بقلم : إنصاف الحموتي لابد و أننا حلمنا هذا العام كما نحلم كل سنة و صلينا أن تتحقق أمانينا ، و لابد أنها لم تتحقق ، أو تحقق بعض منها، لكننا دائما نريد المزيد ، و ليس من العيب أبدا أن يسكننا الطموح و أن تغمرنا الإرادة ، فالرغبة في النجاح حق مكفول للجميع . و مع نهاية هذا العام دائما ما نجد تلك التعليقات التي تحطم رغباتنا في العطاء، كأننا لم نعش عاما كاملا مليئا بالأحداث و المشاعر و اللحظات، تدعونا إلى إحصاء النعم، تلك النعم التي لا نذكرها أبدا رغم جمالها ، فإذا كنت تجلس اليوم في منزلك تتأمل تعابير وجه أمك و هي تعد الفطور ، و تستمع لصراخ أبيك الدائم الذي سئمت منه طوال الوقت، فأنت في نعمة ، و إذا كنت تتقاسم سريرا مع أخ أو أخت مع كل ما يتسبب فيه الإخوة من إزعاج، فأنت في نعمة، و إذا كنت تحمل موقفا و رأيا و أيديولوجية خاصة بك ، فانك في نعمة لا يملكها الكثير ، إذا كنت مختلفا و غريبا أو وحيدا فهنيئا ، أنت في نعمة. إن النعم ليست تلك الأشياء الرائعة فحسب ، حتى لحظات انكسارنا نعم ، و حزننا و بكائنا و صراخنا ، حتى الفشل، نعمة تحملك إلى معرفة طريق النجاح ، لابد و أن لكل نفق مخرج و لكل نهاية يوم، شمس تشرق في الصباح . انتهى العام ، لكن لم تنتهي أمانينا ، ضع نصب عينك تلك الأحلام التي طالما أردت منها أن تتحقق ، فالأحلام لا تنتهي صلاحيتها . ابدأ عامك بايجابية و دع السلبيات من حولك ، ابدأ السنة بفرح بتفاؤل بجد و عمل ، فثمار العمل الجيد ستطرح لا محالة. رغم الدمار من حولنا لابد لنا أن نتنفس ، أن نعيش و نثابر و ننجح ، انه ليس بكلام حالم من كوكب أخر ، هو حديث لشخص عايش هذا العام بكل أيامه ، نضحك و نبكي ، و لولا البكاء لما عرفنا قيمة الابتسامة . انطلق صوب النجاح بكل ما أوتيت من قوة ، فقبل وداع العام سأذكركم بمثل انجليزي جميل ، دائما ما أتذكره في أسوء اللحظات : في النهاية .. كل شي سيكون على ما يرام… إذا لم تكن أمورك على ما يرام… فاعلم أنها ليست النهاية..