كشفت مجموعة موتانديس (Mutandis) عن تفاصيل لجوءها إلى البورصة بغرض تمويل نموها. حيث أعلنت عزمها على زيادة رأسمالها عن طريق عرض عمومي للبيع في بورصة الدارالبيضاء بقيمة 300 مليون درهم. وحسب المعطيات التي كشف عنها عادل الدويري، رئيس المجموعة في لقاء احتضنته بورصة الدارالبيضاء، فهذه العملية تتعلق بإصدار 1.250.000 سهم جديد وعرضها للاكتتاب العام بسعر 240 درهما للسهم، وهو سعر أقل قليلا من متوسط سعر تداول أسهم المجموعة في بورصة الدارالبيضاء خلال الأشهر الأخيرة. وقالت المجموعة إن سعر تداول أسهمها عرف، منذ إدراجها في البورصة في 18 دجنبر 2018، منحى إيجابيا إذ بلغت نسبة المردودية الإجمالية للسهم (ارتفاع السعر زائد الربيحات الموزعة) ما بين نهاية دجنبر 2018 وإلى حدود اليوم (حيث هو معروض بسعر 240 درهما) مستوى زائد 54 %، أي بزيادة سنوية متوسطة قدرها زائد 15 %. إلى ذلك قالت مجموعة موتانديس إنها أعلنت سنة 2020 عن إطلاق برنامج استثماري بقيمة 300 مليون درهم، والذي يستهدف بناء ثلاثة مصانع جديدة بهدف إطلاق سلسلة جديدة من المنتجات والزيادة في القدرات الإنتاجية. ويتوخى هذا الاستثمار إنشاء المحركات الجديدة التي ستعتمد عليها موتانديس في نموها المستقبلي. وفي سنة 2021 حصلت موتانديس على فرصة ولوج السوق الأمريكية عبر الاستحواذ على شركة سيزن، صاحبة العلامة التجارية العريقة الموجودة منذ أزيد من قرن من الزمن في الولاياتالمتحدة، ورائدة في تعليب سمك السردين عالي الجودة في السوق الأمريكية. وكلفها شراء سيزن حوالي 400 مليون درهم. ونظرا لكون موتانديس تنتج الأسماك المعلبة لصالح مالكي العديد من العلامات من مستوى الجودة نفسه، فإن عملية الاستحواذ شكلت بالنسبة إليها فرصة حقيقية وفتحت لها أبواب أحد أكبر الأسواق الاستهلاكية في العالم، والمتمثل في السوق الأمريكية. وزيادة على المنتجات التي يتم تسويقها حاليا تحت علامة سيزن في الولاياتالمتحدةالأمريكية، فإن العلاقات التي نُسِجت مع سلاسل الأسواق الممتازة الأمريكية مكنت موتانديس من التطلع إلى توسيع عروض سيزن لتشمل منتجات أخرى، ومن خلال ذلك، فتحت هذه العملية إمكانيات جديدة للنمو المستقبلي بالنسبة لمجموعة موتانديس، وكذلك بالنسبة لمنتجين مغاربة آخرين شركاء للمجموعة. وبذلك، بلغ المجموع الإجمالي لكلا الاستثمارين معا 700 مليون درهم، ليصبح تعزيز رأسمال موتانديس عبر عرض عمومي للبيع بقيمة 300 مليون درهم في بورصة الدارالبيضاء أمرا مرغوبا فيه. على صعيد متصل قال مسؤولو المجموعة إن العملية مفتوحة أمام جميع أصناف المستثمرين والمدخرين: أفراد، شركات تأمين وصناديق تقاعد، هيئات التوظيف الجماعي للقيم المنقولة (OPCVM)، وكذلك المستثمرين الأجانب. وتعتبر موتانديس، في نفس الوقت، شركة نامية وكذلك شركة تُوزّع ربيحات من مستوى جيد على المساهمين في رأسمالها. وبهذا الصدد، فإن السهم المعروض للبيع بسعر 240 درهما سيعطي لمالكه الجديد الحق في الحصول على ربيحة عادية بقيمة 8.50 درهما (أي نسبة مردودية تصل إلى 3.5%) وذلك ابتداء من شهر يوليوز المقبل. وتجدر الإشارة بهذا الصدد إلى أن الشركة قررت الحفاظ على مستوى ربيحاتها، وذلك على الرغم من الحجم المهم للاستثمارات التي هي بصدد إنجازها في الوقت الحالي، والتي تتوخى منها توفير محركات النمو المستقبلية لرقم المعاملات والنتائج. من جانب آخر، ستتمكن موتانديس خلال السنة المالية 2022 من إدماج رقم معاملات سيزن لسنة كاملة، الشيء الذي سيترتب عنه تحقيق نسبة نمو صافية إيجابية لرقم المعاملات الإجمالي (الموطد) للمجموعة مقارنة مع سنة 2021. أما على المدى الطويل، فإن موتانديس تتموقع في قطاع المنتجات الواسعة الإستهلاك، الذي يعد قطاعا ذو نشاط متكرر نسبيا وقابل للتوقع. زيادة على ذلك، فإن التنويع المتزايد لسلاسل منتجاتها يمكن المجموعة من تعزيز استقرارها والطابع المتكرر لنشاطها. وعلى إثر استحواذها على سيزن في الولاياتالمتحدةالأمريكية، اصبحت موتانديس تتميز بتنويع جغرافي، الشيء الذي يمكن المساهمين من الاستفادة من النمو الاقتصادي في بلدان مختلفة. نتيجة لذلك فإن مبيعات منتجات موتانديس تتوزع بين المغرب بنسبة 50 % وأمريكا بنسبة 20 % وإفريقيا بنسبة 16 % وأوروبا بنسبة 10%، وفي باقي العالم بنسبة 4 %.