احتضنت محطة تصفية المياه العادمة لمديونة يوم الأربعاء 4 مارس الجاري زيارة شبكة "ليبانافريكان" التي حلت بوفد مكون من حوالي 60 صحافية إفريقية للاطلاع على التكنولوجيا المعتمدة للحفاظ على الموارد المائية من خلال إعادة استعمال المياه العادمة المصفاة بمحطة تصفية المياه العادمة لمديونة، وذلك لأغراض السقي الزراعي. الزيارة التي نظمت على هامش انعقاد الدورة الثالثة لمنتدى الصحافيات الإفريقيات تندرج في إطار الورشة الثانية "التدبير المعقلن للموارد المائية" عرفت تقديم شروحات تفصيلية حول هذه المحطة الأولى من نوعها في المغرب (و في شمال إفريقيا) التي تستعمل تكنولوجيا التصفية بالأغشية. وخلال هذه الزيارة، اطلعت الصحافيات الإفريقيات على خصائص هذه المنشأة التكنولوجية و البيئية المتقدمة التي تم إنجازها في إطار المخطط المديري لمحاربة التلوث بولاية الجهة، بحيث تمكن التكنولوجيا الابتكارية المعتمدة فيها من إعادة استعمال المياه العادمة، بعد معالجتها، لأغراض السقي الزراعي. كما تهدف المحطة إلى حماية واد حصار من نفايات المياه العادمة لمديونة إضافة إلى مساهمتها في المحافظة على الموارد المائية بالمنطقة. وللتعرف على أهمية مثل هذه المشاريع في الحفاظ على الموارد المائية و تثمينها، قام الوفد الإعلامي الإفريقي بزيارة للفضاء التجريبي للزراعة الحضرية، خاصة أنه تجربة تؤكد إمكانية إعادة استعمال المياه العادمة المصفاة و استغلالها لأغراض السقي الزراعي. للإشارة فقد تم تصميم محطة معالجة المياه العادمة لمديونة من أجل ما يعادل 40 ألف ساكن، مع إمكانية أن يصل هذا الحجم مستقبلا إلى 80 ألف ساكن، وتتميز بقدرتها على معالجة 800 3 متر مكعب من المياه العادمة في اليوم. وهو مشروع بلغت كلفة استثماره 141 مليون درهم. و من أجل تجنب أي إزعاج للمجاورين، اعتمدت ليدك نظاما لإزالة الروائح، بحيث تتم عمليات المعالجة الأولية و تجفيف الأوحال داخل بناية مغطاة. هكذا، و باعتبارها فاعلا محوريا في الدارالبيضاء الكبرى من خلال طبيعة مهنها و ترسخها المجالي، تدرج ليدك التنمية المستدامة في صلب أعمالها. و في هذا الإطار، يحرص المفوض له بالدارالبيضاء على أن تكون الأعمال التي يقوم بها محترمة للبيئة و في الوقت نفسه، مسؤولة على المستويين الاقتصادي و الاجتماعي. والغاية المشتركة هي تقديم خدمات أساسية للمساهمة في تحسين إطار العيش. وباعتبار التزام ليدك لفائدة التدبير المستدام للموارد الطبيعية، فهي تقوم باستمرار بمحاربة ضياع الموارد و تحرص على تأمين تزويد الماء الشروب، بحيث تمكنت مصالحها سنة 2019، على سبيل المثال، من اكتشاف و إصلاح حوالي 15.000 تسرب في إيصالات و عدادات الزبناء و حوالي 1300 تسرب في القنوات. وبفضل تكنولوجيات مبتكرة لكشف وإصلاح تسربات الماء، تمكنت الدارالبيضاء من اقتصاد ما يعادل 53 مليون متر مكعب سنة 2019 مقارنة مع سنة 1997، و هو ما يعادل الحجم السنوي الضروري لما يفوق مليون نسمة. إلى ذلك تتميز محطة تصفية المياه العادمة لمديونة بالفضاء التجريبي للزراعة الحضرية الذي تم إنشاؤه داخلها على مساحة 1.600 متر مربع، و ذلك بفضل شراكة بين مؤسسة ليدك لأعمال الرعاية و جمعية البحث – العمل للتنمية المستدامة، و هو ثمرة تعاون ناجح متعدد الفاعلين، و ذلك بفضل دعم مختلف الجمعيات و الفعاليات الجامعية. يستفيد هذا الفضاء من السقي بالمياه العادمة المصفاة في محطة مديونة، بحيث يضم 7 مناطق زراعية (بستان خضراوات، غابة أغراس غذائية مع أشجار مثمرة، نباتات عطرية…) تشمل مشتلا و كذا منطقة للتنوع البيولوجي و فضاء للتسميد. مع الإشارة إلى أن الفضاء التجريبي للزراعة الحضرية حاز سنة 2018 على جائزة الحسن الثاني للبيئة في فئة "مبادرات المقاولات".