بمناسبة الدورة الثانية عشر لجائزة الحسن الثاني للبيئة التي جرت مراسيم حفلها بالرباط، تم تتويج ليدك لأول مرة في فئة «مبادرات المقاولات»، و ذلك عن مشروعها التجريبي للزراعة الحضرية بمحطة تصفية المياه العادمة لمديونة. و تميزت هذه الدورة من جائزة الحسن الثاني للبيئة بكون أنها تظاهرة كبرى تأتي لتعزيز التزام المغرب لفائدة التنمية المستدامة، كما هو متضمن في الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة. هذه الجائزة التي نظمت تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تم تسليمها في حفل ترأسه سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة بحضور العديد من الوزراء و الشخصيات ضمنهم نزهة الوفي، كاتبة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة. من جهة أخرى، و من أجل تعبئة جميع الأطراف المعنية لتفعيل الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة، علاوة على ممثلي قطاع البحث العلمي و وسائل الإعلام و الجمعيات، تميزت هذه الدورة الثانية عشرة بمنح الجائزة أيضا للفاعلين الأساسيين في كل مسعى للتنمية المستدامة ممثلين في الجماعات المحلية و المقاولات و القطاع الخاص. في هذا الإطار، فازت ليدك و مؤسستها لأعمال الرعاية لأول مرة بجائزة فئة «مبادرات المقاولات» تتويجا للفضاء التجريبي للزراعة الحضرية المنجز في موقع محطة تصفية المياه العادمة بمديونة الذي هو فضاء للابتكار التقني و المجتمعي يمتد على مساحة 1600 متر مربع، و شكل أحد المشاريع الرائدة التي قامت بتفعيلها مؤسسة ليدك لأعمال الرعاية في إطار مخطط أعمال التغيرات المناخية الذي اعتمدته ليدك استعدادا لمؤتمر الأطراف للتغيرات المناخية كوب 22. و قد أنجز هذا الفضاء بشراكة بين مؤسسة ليدك لأعمال الرعاية و جمعية البحث – العمل للتنمية المستدامة، و هو ثمرة تعاون ناجح متعدد الفاعلين، بدعم من مختلف الجمعيات و الوسط الجامعي. هذا الفضاء التي يتم سقيه بواسطة إعادة استعمال المياه العادمة المصفاة في محطة مديونة، هو فضاء يضم 7 مناطق زراعية (حديقة نباتية، غابة من الأشجار المثمرة، النباتات العطرية…)، كما يشمل منبتا و منطقة للتنوع البيولوجي و مكانا للتسميد. من خلال هذا الفضاء، تسعى ليدك و مؤسستها لأعمال الرعاية إلى تطوير حقل تجريبي للزراعة الحضرية و البيولوجية، و إبراز قابلية إعادة استعمال المياه العادمة المصفاة لأغراض الاستعمال الزراعية، و في الأخير من أجل المساهمة في تحسيس الأطراف المعنية (التلاميذ، الطلبة، الجمعيات، الفلاحين، المنتخبين…) بفضاء تحسيسي لفائدة حماية البيئة و تنمية الاقتصاد الدائري. بهذه المناسبة، صرح عبد الله طالب مدير التواصل و التنمية المستدامة و الابتكار بليدك و نائب رئيس مؤسستها لأعمال الرعاية قائلا : «إنه لشرف كبير لشركة ليدك و مؤسستها لأعمال الرعاية التتويج لأول مرة بهذه الجائزة الخاصة بمبادرات المقاولات. إنه بالفعل، اعتراف بالطابع الابتكاري و التأثير الإيجابي الناتج عن إحداث هذا الفضاء التجريبي للزراعة الحضرية الذي يمكن من تقديم مساهمة ملموسة للتنمية المستدامة بالدارالبيضاء، خاصة من حيث التكيف مع التغيرات المناخية. إنه أيضا مشروع مهيكل لمسعانا في مجال المسؤولية المجتمعية للمقاولة الذي يهدف إلى تعبئة الأطراف المعنية مع مقاولتنا لفائدة أهداف التنمية المستدامة و رهانات الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة، تماشيا مع خارطة الطريق الخاصة بالتنمية المستدامة في أفق سنة 2030.». هذا الفضاء التجريبي الذي تم إطلاقه في أكتوبر 2015 على هامش لقاء الدارالبيضاء التحضيري لمؤتمر كوب 22، تم افتتاحه رسميا بمناسبة اليوم العالمي للماء في مارس 2017، و قد بلغ عدد زواره لحد الآن ما يفوق 1200 من ممثلي الأطراف المعنية. بهذا الخصوص، فهذا الفضاء التجريبي يمثل بالنسبة لفؤاد عمراوي، رئيس جمعية البحث – العمل من أجل التنمية المستدامة : «مشروعا رائدا نطمح إلى إمكانية توسيعه في المجال الترابي لمديونة، و أيضا تطوير مواقع أخرى. بالفعل، يتعلق الأمر بحل ملموس يستجيب لرهانات الإجهاد المائي و كذا لتنمية مجالية متوازنة، تماشيا مع غايات الهدف 11 للأمم المتحدة للتنمية المستدامة حول المدن و المجتمعات المحلية المستدامة و كما هو مشار إليه في تقرير المجلس الإقتصادي و الاجتماعي و البيئي حول المدن المستدامة الذي صدر في متم شهر دجنبر 2017».