وقع أحمد الحليمي علمي، المندوب السامي للتخطيط، ويورجن المسكوف، المدير العام للمكتب الإحصائي الدانماركي، اتفاقية شراكة تنص على إعطاء صبغة رسمية للتعاون وتبادل الخبرات لرفع ما تواجهه الأجهزة الإحصائية الوطنية من تحديات في العالم المعاصر. ويتم تمويل هذه الاتفاقية من طرف وزارة الشؤون الخارجية الدانماركية في إطار برنامجها التقليدي للشراكات القطاعية والاستراتيجية مع الدول الأغيار. وقال المندوب السامي للتخطيط إن الاتفاقية، تتزامن مع مرحلة يعرف فيها المغرب حوارا وطنيا واسعا حول النموذج التنموي، سينفتح على مرحلة جديدة من تاريخه تتميز بتوطيد دعائم النمو الاقتصادي واستصلاح منظومة التربية والتكوين وإعادة التنافسية للخدمات الصحية في سياق دينامية للحد التدريجي من الفوارق الاجتماعية والمجالية. ويندرج، في هذا الإطار، انخراط المندوبية السامية في إعادة هندسة شاملة لنمطها التدبيري ورقمنة متنامية لأنشطتها الإحصائية، مع إيلاء أسبقية، بالدرجة الأولى، لإعداد تقارير دورية حول تنفيذ أهداف التنمية المستدامة ومواكبة الجهوية المتقدمة التي تعد إحدى أهم الإصلاحات المؤسساتية للمغرب المعاصر. ومن جانبه، أكد سفير مملكة الدانمارك نيكولاي هاريس، على اعتبار المغرب شريكا مهما بالنسبة لبلده وأن هذه الشراكة ستزيد من تعزيز العلاقات بين البلدين. كما أوضح أن بلاده التي تتوفر على تجربة كبيرة في مجال الإحصائيات الرسمية من شأنها أن تشكل مصدر استلهام بالنسبة للمغرب. وفي هذا الصدد، أكد أن الإحصائيات الجيدة والموثوقة ضرورية لقياس التقدم المحرز في إنجازأهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك الأهداف السبعة عشر التي حددتها الأممالمتحدة والتي ينبغي على كلا البلدين العمل على تحقيقها، وذلك على غرار باقي دول العالم. وفي إطار هذا المشروع، سيعقد عدد كبير من الإحصائيين وخبراء تكنولوجيا المعلومات من المكتب الدانماركي للإحصاء والمندوبية السامية للتخطيط اجتماعات لتبادل خبراتهم حول الممارسات الفضلى بخصوص كيفية استعمال التكنولوجيات الجديدة والاستجابة للطلب المتزايد على المعلومات المتعلقة بكافة جوانب المجتمع. وفي كلمته، أشار يورجن المسكوف، المدير العام للمكتب الدانماركي للإحصاء، إلى الدور الحيوي الذي تلعبه الأجهزة الإحصائية الوطنية في إثراء النقاش العمومي وإضاءة صناعة القرار على المستوى الوطني، وكذا انفتاحها على شراكات دولية وإقليمية. كما أوضح أن هذا التعاون يشكل فرصة جيدة بالنسبة للمكتب الدانماركي للإحصاء للمساهمة في تطوير المبادرات قيد الانجاز من طرف المندوبية السامية للتخطيط، والمتعلقة بالرقمنة وجودة الإحصائيات وتوزيعها لدى مختلف المستعملين. كما أكد أن المكتب الدانماركي للإحصاء سيكتسب بكل تأكيد تجارب جديدة من خلال إنجاز هذا المشروع، مما سيمكن الخبراء الدانماركيين من تملك معارف جديدة.