على خلفية مشاهد التحرش المتتابعة كانت يديها تعمل لإنشاء حل صغير يكفل لكل بنت فرصة الخروج من حصار أيدى المتحرشين اليومى.. حجرة الإكسسوارات المليئة بأدوات صغيرة وملونة هى كل الأسلحة التى تعرفها.. بإصرار أغلقت على نفسها الباب ثلاثة أيام بين الرسم والتخطيط والتجريب.. ومع دقات منتصف ليل اليوم الثالث كانت تفتح الباب وهى ترتدى أول خاتم ضد التحرش. بلون زهرى رقيق يستقر خاتم يمنى فرغلى الآن مرصعا بدبابيس صغيرة بدلا من أدوات الزينة والمجوهرات والأحجار الكريمة معلنا عن حياة بنات المحروسة فى شارع ينتهكهم يوميا، ومن خلفه بخطوط بسيطة كلمات واضحة “خاتم التحرش” لتلتف من حوله البنات فى كل التجمعات الشبابية، وتقول يمنى: “بعد كل اللى شفته من تحرش ليا ولبنات غيرى كان قرارى أنى أعمل حاجة ينفع تكون موجودة مع كل بنت وفى نفس الوقت شكلها حلو وجميل تقدر تنقذهم من اللى بيتعرضو ليه فى الشارع كل يوم، وعشان كده الخاتم ظاهر بألوان جميلة وفى نفس الوقت متكون من نحاس تقيل ومسامير قوية تقدر توقف المتحرش عند حده أو تلهيه لحد ما البنت تطلب نجدة أو تهرب”. خاتم “يمنى” بدأ يحقق هدفه بالفعل مثلما تقول بسعادة، “فعلا بدأت تجيلى ردود أفعال من بنات استخدموا الخاتم وقدر ينقذهم من مواقف صعبة لأن المتحرش بيكون جبان وفى نفس الوقت مبيكنش متوقع إن ممكن البنت فى لحظة تعوره، وتكون لابسة حاجة سهلهة بتعمل كده، والمهم كمان أن الخاتم مبيعملش إصابات كبيرة هى مجرد تعويرة بتعمل صدمة للمتحرش وتدى فرصة للبنت أنها تهرب.. والحقيقة إن ديه أكتر حاجة أسعدتنى لما حسيت أنى أنقذت بنات من مواقف صعبة”. “زونوبيا” هو الاسم الذى أعطته “يمنى” لرحلتها فى عالم الإكسسوارات لتدمج بين عالم القوة والجمال مثلما تحكى “زونوبيا كانت ملكة من أجمل ملكات سبأ وقدرت تهزم الروم بكل قوتهم وجبروتهم، لأنها كانت بنت جميلة وقوية، وهو ده اللى بدعوا ليه فى كل شغلى وكان الخاتم جزء منه.. أن البنت تفضل محتفظة بأنوثتها وجمالها وفى نفس الوقت بقوتها”.